Friday, May 29, 2009

يافع تقبل إعتذار البيض

هذا الرد -ولو أن نشره هو متأخر- هو لاعيان وقبائل يافع حول ما جاء في خطاب البيض في 21/5/2009 الذي أعاد فيه إعلان فك الإرتباط مع الجمهورية العربية المينية وهذا هو نص الرد:

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستهديه و نصلي و نسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم ,,,,,,,

وبعد
يا أبناء الشعب الجنوبي الصامد في كل مكان :
تلقينا خطاب فخامة الرئيس علي سالم البيض كما تلقيتموه أنتم بالترحيب و قد وجدنا فيه اعتذاراً للشعب الجنوبي عن فترة حكم الجبهة القومية و الحزب الاشتراكي للبلاد . فنقول و بالله التوفيق تعزيزاً لعهد التسامح و التصالح الجنوبي إننا بالأصالة عن أنفسنا و بالنيابة عمن يلينا من قومنا نحييكم على شجاعتكم و نقبل اعتذاركم عملاُ بقولة تعالى (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) فالدية عند الكرام الاعتذار و الشعب الجنوبي هو أكرم الناس على الأرض بمشيئة الله .
و نسأل الله أن يصدق فيكم قوله تعالى (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))
و نثني على دعوة الرئيس علي سالم البيض بدعوته للشعب الشمالي بضرورة الحراك السلمي أسوة بالشعب الجنوبي فنظم صوتنا إلى صوته و نقول لهم إذا كنتم حريصين على وحدة صحيحة و سليمة تكون فيها كرامة الشعبيين محمية من الفاسدين و اللصوص الذين تسلطوا علينا فثوروا مع الشعب الجنوبي ثورة ً سلمية تحقق بها مطالب الشعبيين الشقيقين في الحرية . فإن كنتم لا تستطيعون القيام بما أوجبه الله عليكم من كلمة حقٍ عند سلطانكم الجائر فلا تلزمونا بأن نقبل جوره و ظلمه على بلادنا و على شعبنا فإننا مسئولون أمام الله عن حاضرهم و عن مستقبل الأجيال القادمة من الشعب الجنوبي .
و ندعوكم إلى اعتزال الفتنة التي يجرنا إليها نظام صنعاء فلا تكونوا عوناً له بظلمة على الحق الذي نسعى إلى إقراره فتأثموا .
يا أبناء الشعب الجنوبي الصابر :
إننا على دين محمد صلى الله عليه و على آله وسلم و لذلك فإننا ملزمون بأن نخاطب نظام صنعاء و ندعوه إلى كلمة سواء بيننا و بينه نحفظ بها دماء الناس و أموالهم و نحقق أهداف شعبنا العظيم و كيف لا نخاطبه و قد امرنا الله بخطاب من خالفنا بالدين حيث قال الله تعالى (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )).
فنقول و بالله التوفيق لنظام صنعاء المتمثل بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح إن الشعب الجنوبي مستعدٌ للحوار معك ليس تحت سقف الوحدة الوهمية التي حولتها بيديك إلى احتلالٍ مقيت اهلك الحرث و النسل . و إنما تحت سقف أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئاً و نعمل بما أمرنا به و ننتهي عما نهانا عنه . هذا هو سقف الشعب الجنوبي للحوار فعليك أن تسمع لصوت العقل و الحكمة فإنا نراك و الله على باطلٍ بيِّن .
و نقول لنظام صنعاء و الله لن ينفعك حدك و حديدك و أسلحتك التي أكثرت استعراضها أمام إرادة الشعب الجنوبي الباسل و نحن على يقين أن الجيش الذي لا تثق فيه أنت بوضعك واقياً للرصاص خوفاً منه , هو كذلك لا يثق فيك ولا بقراراتك ولن يكون نصيراً لك على إرادة الشعب .
و نقول لنظام صنعاء إن كنت لا تعلم من هو الشعب الجنوب فتلك مصيبةٌ و إن كنت تعلم فالمصيبة أكبر . لذلك فإننا ننصحك بأن تقرأ التاريخ الذي كتبه أجدادك فتتعلم من أسلافك كيف كانوا يروننا فتعتبر. بدلاً من أن تكون أنت ومن والاك عبرةً لمن يعتبر . ثم لا ينفعك الندم أن ندمت . فلا تكثر التهديد فنحن قومٌ لا نهدد لأننا قومٌ لا نخاف غلا الله فو الله ما خلقنا لنموت حتف أنفسنا و إنما لنقتل في سبيل إحقاق الحق و تحقيق آمال شعبنا العظيم .
يا أبناء الأمة العربية و الإسلامية الكرام :
إننا نطالب بحقنا في الحياة الحرة الكريمة و انتم تعلمون و الأشقاء في الخليج يعلمون أكثر , ما نحن فيه من ظلمٍ و جور فهم من تحملنا على مدى الأربعين عاماً الماضية .
فتحملوا نزوحنا من الجنوب بسبب المد الشيوعي الماركسي و تحمل الأفواج النازحة المشردة قسراً من ظلم نظام صنعاء الذين استخدموا المذهب الزيدي مطيةُ لإقصاء الآخرين فسيطروا على مقدرات البلاد و استفردوا بالحكم و الثروة و منعوها عن الشعبين الجنوبي و الشمالي . لذلك فإننا نرجو كل الدول العربية و الإسلامية و في مقدمتهم رأس الأمة العربية و الإسلامية خادم الحرمين الشريفين بحق الله عليكم إلا تدخلتم عند نظام صنعاء ليثوب إلى رشده و يعطي كل ذي حقٍ حقه و يترك لنا أرضنا .
يا أبناء الشعب الجنوبي الحر :
باسمكم نؤكد ما قاله فخامة الرئيس علي سالم البيض للعالم في خطابه التاريخي يوم أمس الموافق 21 مايو 2009 بمناسبة فك الارتباط إننا كنا دولة معترف بها و كنا عضواً فاعلاً في منظمة الأمم المتحدة و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي
و قد دخلنا في اتفاقيات مع الجمهورية العربية اليمنية للوحدة الاندماجية بين الدولتين في 22 مايو 1990 فغدر بنا و أعطيناه فرصةً أخرى بعد وساطة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله بوثيقة العهد و الاتفاق ولكنه غدر بنا مرةً أخرى و شن حربه الظالمة على أرضنا و احتلها , فعليكم التدخل لدى نظام صنعاء ليغادر أرضنا .
و نقول للأمم المتحدة إن عليها أن تقوم بواجبها الإنساني للأشراف على إجراءات فك الارتباط بطريقة سلمية كما حدث بين جمهوريتي التشيك و السولفاك و أن لا تنتظر الدماء لتسيل و أعمال التطهير العرقي التي ينوي نظام صنعاء القيام بها أسوةً بما حصل في يوغسلافيا السابقة التي لم تقبل صربيا فك الارتباط السلمي إلا بعد المجازر الدموية و التي تنبه لها العالم بعد أن ارتوت الأرض من الدماء فتدخل لفك الارتباط .
فنقول للعالم كيف قبلتم فك الارتباط بين التشيك و السولفاك بعد وحدة دامت أكثر من خمسين عاماً و كيف قبلتم فك الارتباط بين جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي كذلك بعد أكثر من خمسين عاماً و ترفضون حقنا في تقرير مصيرنا و فك الارتباط لوحدةٍ لم تستمر أكثر من عام بشكل طوعي , و بعدها تحولت إلى غدر و مؤامرات للسيطرة , ثم إلى احتلالٍ بالقوة العسكرية .
إننا إذ نناشدكم الآن فإننا نحملكم المسؤولية الأخلاقية إلى جانب نظام صنعاء فيما قد يحدث إذا أستمر نظام صنعاء في مواجهة ثورتنا السلمية بأسلحته الفتاكة و استمر في قتل الأبرياء العزٍل .
و نقول للأشقاء العرب و للعالم إننا نضمن لكم باسم الشعب الجنوبي كل العهود و المواثيق التي تخدم شعبنا الجنوبي و شعوبكم و التي وقعتها سلطة الاحتلال معكم أبان سنوات الاحتلال .
يا أبناء الشعب الجنوبي الصابر :
ولا نجد فرصةً إلا و نناشد أبنائنا و إخوتنا المغرر بهم الذين مازالوا يعتقدون بأن الوضع القائم هو وضع وحدة سوية لا تشوبها شائبة . فعليكم أن تكونوا إلى جانب شعبكم و إلى جانب ضمائركم و لكم في الصحابي الجليل سعد بن عباده رضي الله عنه أسوةٌ حسنة عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنت يا سعد ما تقول فيما يقول قومك قال : يا رسول الله إنما أنا أمرؤٌ من قومي وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى , و أنتم تعرفون نظام صنعاء و ما قام به و يقوم به من الكذب للسيطرة على البلاد . فهذا هو ديننا و هذه سنة نبيا صلى اله عليه وسلم فأتبعوها ولا تتبعوا سنة علماء السلطان الذين قد أكثروا من غيهم و زورهم في هذه الأيام بتناغمٍ عجيب مع نظام صنعاء , لا نقول فيهم إلا حسبنا الله و نعم الوكيل عليهم.
على أننا نعلم أن منكم من يخاف أن يعود إلى الحق و إلى الصراط القويم و إلى قومه و إلى الصف الجنوبي خوفاً مما جنت يداه في حق الشعب الجنوبي أيام كان شريكاً في حكم الجنوب كجزء من السلطة آن ذاك فنقول له قد محا التسامح و التصالح كل الضغائن و التائب من الذنب كمن لا ذنب له , كان الذنب كبيراً أو صغيراً , و الشعب الجنوبي على هدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم الذي قال لمن ظلمه : لا تثريب عليكم اذهبوا فأنتم الطلقاء . فكان منهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ذالك الدين الذي حاربوه يوماً . و نحسبكم على سنتهم واثقون أن منكم من سيضحي لأجل إحقاق الحق و حرية الشعب الجنوبي و كرامته .
و ختاما نقول ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الظالمين . ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به و اعف عنا و أغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين , اللهم أنت عضدنا و أنت نصيرنا بك نصول وبك نجول وبك نقاتل , ربنا أننا مغلوبون فأنتصر ربنا و ارحم موتانا و موتى المسلمين , ربنا و اجعل قبور شهدائنا السابقين و اللاحقين فسحاً من فسح الجنة , ربنا أنت من خلقنا أحراراً و أنت من خلقنا أنصاراً للحق و أنت من خلقنا لا نخاف فيك لومة لائم فثبت أقدامنا إن لقينا عدوك و عدونا وخذنا مقبلين غير مدبرين .
و آخر دعوانا أن الحم لله رب العالمين .
المكتب الإعلامي
لمكاتب يافع العشرة
الجمعة 27 من جمادي الأولى 1430
الموافق 22 مايو 2009


Tuesday, May 26, 2009

مخاطر تفكك الحزب الإشتراكي اليمني

الحديث ليس بجديد على الساحة السياسية اليمنية بشكل عام ولا في جنوب اليمن خصوصاً حول مستقبل الحزب الإشتراكي اليمني.
لقد كان الحزب هو الممثل عن جنوب اليمن أي عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في إتفاق الوحدة اليمنية مع الجمهورية العربية اليمنية، وتاريخ الحزب في جنوب اليمن متشعب وكبير وله من إنجازاته وإخفاقاته في آن.


الحديث المتجدد هو حول الإنقسام الحاصل بين أعضاء الحزب حول القضية الجنوبية من الأساس وما يحدث بالجنوب وموقف الحزب من الحراك السمي الجنوبي، وتزايد حدة الإنقسامات بعد تبني الحراك الجنوبي وقياداتة في الداخل والخارج مطلب فك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية وعودة الدولة الجنوبية السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
حيث يتبنى العديد من كوادر الحزب والجنوبية بالذات هذا الطرح ويدعون لموقف وأضح لدعم توجهات الحراك السلمي إلى الأخير بإعتباره تعبير عن تطلعات الشارع الجنوبي، ولكن هذا اأمر يصطدم بإصرار قيادة الحزب في الإشتراكي على الإصلاح تحت مبداء الوحدة ونبذ دعوات الإنفصال أوصل الامور إلى مرحلة مازومة إل حد الإعلان عن تاسيس بعض إعضاء الحزب عن حزب إشتراكي جنوبي يسمى حزب الأحرار!

بغض النظر عن مدى التباين بين أعضاء الحزب الإشتراكي اليمني حول العديد من القضايا الهامة، فيجب التنبه لتداعيات مثل هذا الإنشقاق لو تم فعلياً بشكل كبير يقسم الحزب عملياً.
من حيث المبداء يجب على الجنوبيين أولاً وقبل أعضائة من الشمال الحفاظ على وحدة الحزب وتجنب إنشقاقة على الأقل مرحلياً إلى حين، لسبب وجية ورئيسي ألا وهو الشرعية التي يعطيها الحزب داخلياً وخارجياً بصفته ممقثلاً لدولة الجنوب في توقيع الوحدة مع الشمال، تماماً كما هي شرعية الرئيس البيض في دعوته لفك الإرتباط قبل أيام، حيث أن شرعية البيض هي بصقفته موقع مع الرئيس علي عبدالله صالح على إتفاق الوحدة لا بصفه أخرى يعتقدها البعض.
هذا بالظبط ينطبق على الحزب الإشتراكي ولكن بصورة اكبر بل وأهم واكثر تعقيداً بكل تأكيد من البيض، حيث البيض كان جزء من هذا الحزب قبل وبعد الوحدة.

إن بقاء الحزب موحداً هو أساسي بحكم علاقات الحزب المستمرة من عهد الدولة الجنوبية السابقة إلى اليوم مع مختلف دول العالم والأحزاب والمنظمات الدولية حيث يمكن إستثمار هذه العلاقة والشرعية التي يمثلها الحزب تاريخياً لدعم الجنوب بشكل أساسي. حيث أنه حتى وإن كان الحزب لا يزال إلى اليوم لم ينحاز -ولو رسمياً- إلى مطلب فك الرتباط فهذا ليس مبرر للقضاء عليه وعلى الثقل الذي يمثله بكل حال.
فإنشقاق الحزب إلى جزء يطالب بفك الإرتباط وجزء يرفضه يضع الحزب أمام تنازع حقيقي داخلياً وخارجياً حول شرعية كل منهما ومن منهما سيمثل الحزب الذي وقع على الوحدة؟؟؟
مثل هذا التفكك في الحزب هو بكل تأكيد ضد مصلحة الجنوبيين اليوم وحتى غداً، ليس حباً في عودتة أو عودة نظامه السابق في الجنوب ولكن كضرورة مرحلية لا غير، لحين توضح ما ستؤول إليه الاوضاع في الجنوب.
ومن هذا المنطلق لا بد للإشارة إلى قرار حكيم قد يكون فريد يدعم هذا التفكير - في ظل تاريخ من القرارات الإستراتيجية الخاطئة التي إتخذها الحزب خصوصاً في مرحلة الوحدة اليمنية وما بعدها-، حيث رفض الحزب الإشتراكي عرضاً مؤتمرياً لتوحيد الحزبين -الإشتراكي والمؤتمر- ليكونا حزباً واحداً يحكم في مرحلة ما بعد الوحدة، وبغض النظر عن أسباب فشل هذا العرض، لكنه كان قرار حكيم من قبل الإشتراكي بكل تاكيد ويدل على بصيره وحسابات إستراتيجية صحيحة من قيادته أنذاك.
حيث أن تخيل الوضع بذواب الممثل الوحيد لدولة الجنوب في حزب كبير يفقد فيه تكوينه وتاريخه وهيكليته الخاصة به وأهم شيء شرعيتة الدولية والتاريخية كان سيكون كارثياً بمعنى الكلمة. بل أن هناك بعض المصادر من أعضاء الحزب تقول إن العرض المؤتمري تجدد بعد الحرب في 1994؟؟
هذا السعي الحثيث من النظام لضم الحزب الإشتراكي إليه وجعله يذوب فيه بيطرح أسئلة عديدة وعن مغزى الاسباب خصوصاً في عرضه بعد الحرب والإشتراكي كان في أضعف مراحله وأخطرها!

إن هذا ما هو إلا تدليل على إدراك النظام لما يمثله الحزب الإشتراكي اليمني من قوة شرعية في نظر المجتمع الدولي بصفتة الممثل الوحيد عن الجنوب في إتفاق الوحدة، وهذا يجعل من دعوات تاسيس حزب إشتراكي جنوبي بعيداً عن الحزب القائم حالياً خطاء لا يغتفر بحق الجنوبيين، وسوء قام أؤلئك الذين دعواً لحزب الاحرار بذلك العمل عن حسن أو سوء نيه فعليهم مراجعه ذلك القرار وتدارك نتائجة.
فلا ضير من العمل من داخل الحزب وخارجة والعمل على تبني الرؤى التي قد تتفق ولا تتفق مع قيادة الحزب، والعمل في نفس الوقت على تغيير القرار القيادي في الحزب لما يتطلع إليه أبناء الجنوب.

Tuesday, May 19, 2009

النظام ولعبة القاعدة مع الحراك السلمي الجنوبي

كان شريط الفيديو الذي ظهر قبل أيام للمدعو أبو بصير الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وما صرح فيه بأن التنظيم يدعم الحراك السلمي الجنوبي مثيراً للجدل بشكل كبير.

الفيديو الذي يمكن مشاهدتة من هنا اثار اللغط حول ما هو السر الذي يدفع تنظيم إرهابي لدعم حراك سلمي يدعو لتحرير الانسان الجنوبي وليس لافكار متطرفة مثل تلك التي يبشر بها القاعدة.
السلطة في صنعاء تغنت بالشريط كثيراً ولكن يبدو أن حماس الإعلام لهذا الطرح ليس كذلك، فكثير من القنوات والصحف طرحت علامة إستفهام حول هذا الطرح العجيب من تنظيم القاعدة؟

ببساطة السلطة إعتبرت أن التصريح هو تأكيد لتهمة أن الحراك السلمي الجنوبي والحوثيون والقاعدة هم صور لورقة نقدية ذات قيمة متساوية فجميع من سبق هو مثيرون لإعمال التخريب ويهددون الوطن..الخ، وهو بطبيعة الحال كلام ساذج مرجوع على من يطرح مثل هذا التفسير.
فقضية الحوثي في واد والجنوب في واد آخر وإن تشابهت القضيتين بأن سببهما هو تجاوزات النظام الفاشد التي تجاوزت كل حدود المنطق وما يمكن للإنسان ان يتحمل. أما القاعدة فقصتها مع النظام أقرب للتحالف منها للتخاصم!

بالنسبة للحكومة فكيل الاتهامات هو أسهل لها حيث أن الشيخ الفضلي - الذي فجر نار الغضب عند السلطة الشهر الماضي بدفع الحراك السلمي الجنوبي خطوة للأمام بالدعوة لإستقلال الجنوب وعودة الدولة الجنوبية السابقة - كان حلقة الوصل بين الحكومة الجهاديين والذين كثير منهم موالون فكرياً للقاعدة إن لم يكونوا كذلك عملياً.
لكن من جهة أخرى فالتفسير الأكثر منطقية هو أن الامر مجرد لعبة للسلطة في صنعاء التي لا تتوانى ان تتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق مصالحها، فالكل يعلم مدى عمق العلاقة بين النظام اليمني وتنظيم القاعدة، وهناك تعاون وثيق خصوصاً أجهزة الامن.

إذا فهي محاولة ملعوبة حيث يستخدم النظام القاعدة الان كشماعة من أجل إلصاق تهمة الإرهاب للنضال السلمي في الجنوب الذي يعتبر المهدد الرئيسي للنظام الفاسد الذي يحمك في صنعاء وهو منه براء براءة الذئب من دم إبن يعقوب.

ففي تصاعد القضية الجنوبية على المستويين الإقليمي والدولي خطر على النظام، فهو يحاول جاهداً الآن اللعب على بورقة القاعدة من أجل إجهاض أو على الأقل تشوية الحراك السلمي الجنوبي الذي يمثل معضلة حقيقية بالنسبة للنظام!

فهذا الحراك السلمي وكما هو واضح من تسميته يدعو لتحيقي أهدافة بالطرق السلمية ويرفض مبداء العنف، وهو سر قوته التي تخيف كل نظام يعتمد القوه لقمع معارضيه. إذًا فلصق تهمة الارهاب ليست سوى محاولة يائسة من النظام بل وحتى متاخرة أيضاً من أجل عمل شيء لوقف هذا الحراك الذي يزداد تقدماً سوى من ناحية مطالبه أو تنظيمة المدني الحضاري الذي يكبل وسائل القوة الوحيدة التي يمتلكها النظتام في مواجهته ألا وهي الوسائل العسكرية، التي وبطبيعة الحال تم إستخدامها ضد المتضاهرين ولكن نتائج هذا العمل تأتي سلبية بصورة مضاعفة دائماً على النظام.


نتائج هذا الاسلوب القذر بربط حراك سلمي حضاري هو نموذج يحتذى به في اليمن خاصة والمنطقة بسكل عام مع تنظيم إرهابي ننبذه وينبذة الجنوبيين عامة لن تنضج سريعاً، لكن يبدو أن الفشل هو المصير لهذه الحركة المتهورة من النظام، حيث أذا ما تكشفت زيف الحركة فهو سيصبح في قفص الإتهام وليس الحراك السلمي الجنوبي.
حيث يبدو أن تصريح من مسؤول دولي هنا أو هناك من أجل إدانة القاعدة وإدانة ما صرحت به لم يتم ناهيك حتى عن الإشارة للنضال بالجنوب بشيء من التشكيك الذي يحلم به النظام في صنعاء.




طارق الفضلي أعلاه -الوسط-، وحساب لابد من تصفيته مع الجهاديين والقاعدة

بطبيعة الحال لابد من رد صريح وواضح لنفي هذه العلاقة ورفض تنظيم القاعدة أساساً من قبل قيادات في الحراك السلمي الجنوبي لتفويت هذه الفرصة على النظام حتى لا يتم إستثمارها فيما بعد، وهذا لن يكون صعباً بدليل العلاقة المعروفة سلفاً بين النظام والقاعدة، وهنا يأتي الدور الاساسي للفضلي لنفي هذا الشريط، فهو من يبدو نقطة الضعف التي ستستغلها السلطة لدوره السابق عندما كان موالي للرئيس كحلقة وصل بين الاثنين.

شريط الفيديو أدناه



Thursday, May 14, 2009

الحراك السلمي الجنوبي Peaecful Southern Movement

We've created a political group on Facebook for support the Peaceful Southern Movement, please join it to support our struggle against government in Sana'a.

لقد تم إنشاء غرفة سياسية "جروب" على الفيسبوك من اجل التضامن مع الحراك السلمي الجنوبي، الرجاء الانضمام للمجموعة لدعم نضالنا السلمي ضد نظام صنعاء الفاسد.


Group's Page صفحة المجموعة

Thursday, May 07, 2009

بلاغ يا أولي الألباب

مقال يحتوي على نظرة سياسية ثاقبة لا تسطرها سوى أقلام حرة وصادقة مثل قلم الصحفي الكبير محمد عبدالملك المتوكل بعنوان:

بلاغ يا أولي الألباب

في 3 مايو 2009م أصدرت السفارة الأمريكية بلاغا صحفيا تضمن تعليقا هاما على الأحداث الجارية في جنوب اليمن وليس على النخبة الحاكمة سوى أن تقرأه بعناية تامة، وأن تتبين أبعاده بدون استخفاف أو غرور، فمثل هذا البلاغ من السفارة الأمريكية لا يصدر انفعالا آنيا بحدث من الأحداث التي يمارس فيها العنف ضد مواطنين وإلا كانت السفارة أصدرت مائة بلاغ عن خمسة حروب دارت في صعدة خلال السنوات الخمس الماضية.
بلاغ السفارة الأمريكية يوضح بجلاء موقف الولايات المتحدة الأمريكية ويبين بجلاء مدى اهتمامها بالجنوب كمنطقة استراتيجية تتعلق بها مصالح دولية لا يمكن السماح بأن تكون منطقة صراع وعدم استقرار يهدد حركة السفن الدولية واستقرار الخليج ولهذا تقف بوارج العالم على شواطئ المنطقة لحماية سفنها ومصالحها.
ومن ناحية أخرى يؤكد البلاغ إحساس الولايات المتحدة بمسئوليتها نحو أبناء الجنوب بحكم أنها دعمت الوحدة عند قيامها سنة تسعين ودعمتها أثناء الحرب الأهلية عام 1994م ويريد البلاغ أن يقول إن الوحدة التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحدة التي ترتكز على العدل والمساواة والشراكة في السلطة والثروة والحكم الديمقراطي وهي لهذا ترفض استخدام العنف في مواجهة مطالب الجنوبيين في الجنوب.
إن البلاغ مؤشر على إمكانية التدخل الدولي إذا ما أصرت السلطة على استخدام القوة بديلا عن الحوار وأصرت على احتكار السلطة والثروة بديلا عن المساواة والشراكة والمواطنة المتساوية.
إنه جرس إنذار وما لم تراجع السلطة موقفها وتحكم العقل والمنطق فإننا سوف نسمع غدا كل المصطلحات التي سمعناها في مناطق أخرى، من الحظر الجوي، إلى التواجد الدولي، إلى حق تقرير المصير ودعوة محكمة الجنايات ومجلس الأمن.. ومع استمرار العناد والغرور سوف يتخذ قرار الانفصال وبناء الدولة الحديثة التي تحقق الاستقرار وتحمي المصالح الدولية في الشطر الجنوبي وتعود الشرعية تبكي ملكا مضاعا عجزت عن حمايته وأساءت إدارته وأوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
إن تطمين بعض قيادات الجنوب في الخارج لقيادات الحراك في الداخل أنهم سوف يسمعون أخبارا سارة لا يمكن أن يكون بعيدا عن معلومات لديهم عن الموقف الدولي الذي ظهرت مؤشراته في بلاغ السفارة. فهل آن الأوان لعودة الوعي أم لا تزال النخبة الحاكمة تتصور أن الحل في نهب سيارات صحيفة الأيام ومصادرة صحفها ومحاصرة مقراتها والاستيلاء على فطار سواقين سياراتها.. أم أننا سنتجه إلى شتم التدخل الخارجي بدلا من أن نوقد الشموع ونصحح الأوضاع.. ألم نقتنع أن العنف كلفته باهظة، ومردوده ضعيف، ونتائجه مدمرة.. وأن الطرف الخارجي لا يتدخل إلا حين نخلق البيئة المناسبة لتدخله.. ألم يقل المثل المصري "امش عدل يحتار عدوك فيك". إذا أصررتم على نقض غزلكم بأيديكم فليس لنا ما نقوله سوى "إذا أراد الله أمرا سلب ذوي العقول عقولهم" وإذا حاق بوطننا الدمار وبنا الكارثة فقد ظلمنا أنفسنا لأن علماءنا ومتعلمينا، وقادة الرأي فينا قد كتموا الحق وهم يعلمون وصدق الله القائل: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون".


المقال منقول من صحيفة الوسط

Monday, May 04, 2009

تأملات في القضية الجنوبية .. اليمن بين عسقبليتين

مقال لأحمد صالح الفقيه:

بعد إنضمام الفضلي ومشائخ آخرين إلى قيادات الحراك المتعددة واغلبها عسكريون متقاعدون، ارتسمت معالم مشروع الحراك الجنوبي كاستنساخ للنظام العسقبلي الشمالي المنشأ الذي يقوده تحالف من العسكريين وشيوخ القبائل... وكأنك يا بو زيد ما غزيت.

وعندما يصبح الإحساس بضياع المستقبل أكثر حدة، وعندما تمارس المتناقضات والانقسامات على نطاق واسع، ينتقل الناس إلى التعلق بحالة يوتوبية، لأنها الشكل التقليدي لبعث الحيوية والأمل، وهو هنا الانفصال او الاستقلال. ولهذا سأبدأ تأملاتي بفرضية (يوتوبية) مثالية.

تقول الفرضية: إن السلطة قد أصبحت مستعدة للذهاب إلى حد القبول بحق تقرير المصير للشعب في الجنوب وهذا يستلزم طرفا جنوبيا مفاوضا، فمن هو؟

فالحراك الجنوبي ليست له حتى اليوم قيادة موحدة معترف بها، تمتلك الشرعية الضرورية للتفاوض باسم الشعب حول القضية الجنوبية. وصحيح أن هناك ممثلين منتخبين للشعب في الجنوب في مجلس النواب والمجالس المحلية القائمة، ينتمون في معظمهم للمؤتمر الشعبي العام، وقليل منهم ينتمون إلى اللقاء المشترك، وبعضهم منخرط في الحراك، وهناك إمكانية لانخراطهم جميعا في الحراك إذا رأوا أن هناك فرصة لتحقيق أهدافه. ولكن تمثيلهم للحراك، حتى لو انخرطوا فيه، يحتاج إلى إجماع شعبي صعب التحقق على اعتبار أن شرعية تمثيلهم مشكوك فيها بسبب ما شاب الانتخابات من ممارسات فاسدة، ناهيك عن انتهازية وفساد الكثيرين منهم.

ولكن وحتى لو تم حل مشكلة التمثيل، وهي مشكلة دقيقة وعويصة وضرورية للدخول في مفاوضات جادة بإشراف دولي، فستبرز على الفور مشكلة أصعب وهي أن للشعب في الجنوب مطالب ومظالم تحتاج إلى حلول فورية. ومن الطبيعي أن المفاوضات تستلزم وقتا، ويحتاج تطبيق نتائجها إلى فترة انتقالية. فكيف، والحال هذه، سيتم تلبية المطالب الفورية؟ ومن الذي يمتلك السلطة والشرعية والقدرة على تلبيتها؟ والجواب الذي يمليه الأمر الواقع هو: السلطة القائمة. ولا بد أن تتوافر لديها الرغبة لحل مشاكل من يطالبون بالانفصال والاستقلال عنها!! وهو أمر مشكوك فيه.

الفرضية الثانية هي أن الحراك الجنوبي سيتوجه إلى المطالبة باستقلال ناجز وفوري عبر العصيان المدني أو الكفاح المسلح كما هدد الفضلي وبا عوم. وفي كلتا الحالتين تملك السلطة حيلا وأوراقا يمكن أن تلعبها. فمنها أن تلجأ إلى الحل التقليدي لمواجهة العصيان أو الثورة: عبر كي الوعي أما باستخدام الأسلوب العراقي في كردستان، لكي الوعي باستخدام القوة المفرطة. وهذا محفوف بمخاطر التجريم من قبل المجتمع الدولي. أو بموافقة المجتمع الدولي كحال إسرائيل والفلسطينيين وهذا مستبعد. الأسلوب الآخر لكي الوعي هو الأسلوب العراقي والجزائري، الذي تتم فيه إشاعة الفوضى والقتل بالسيارات المفخخة والعمليات الإرهابية، عبر تكليف جماعات إرهابية بها والتظاهر بمكافحتها لأنها تريد فرض حكم طالباني تحت راية الإسلام، وهو زعم سيؤيده انضمام الفضلي وجهادييه إلى الحراك، وهو المعروف بولائه للقاعدة وزعيمها ابن لادن. وبحيث تظهر السلطة أمام المجتمع الدولي وكأنها تحارب الإرهاب.

وللتحقق من ذلك يكفي النظر إلى صعدة التي طال عذابها أربع سنوات في ظل صمت المجتمع الدولي. والهدف هو اغتيال قيادات الحراك، وتكبيد المجتمع خسائر فادحة في الأرواح والمعايش، وإيصاله إلى تفضيل الأمن في ظل النظام القائم ، على إمكانية الاستقلال بمثل هذا الثمن الفادح. وهذا قد يقود إلى فوضى عارمة وحتى إلى الصوملة على يد عصابة سلطوية تستميت في الدفاع عما نهبته وسرقته.

الناظر إلى حالات تقرير المصير منذ الحرب العالمية الثانية يجد أنها لم تتم إلا بإحدى طريقتين. إما بتوافق المنفصل والمنفصل عنه، أو بتدخل المجتمع الدولي بعد أن تسيل أنهار من الدماء مع آلام شديدة. استقلال اريتريا، وسوريا من دولة الوحدة، ودول الإتحاد السوفيتي السابق، وتشيكيا، تم بالتوافق، وعلى الرغم التضحيات لم يتحقق استقلال الشيشان أو أقاليم الصومال ولم يعترف بها أحد. كوسوفو, والبوسنة، وتيمور، وكرواتيا استقلت بعد مجازر ودماء كثيرة.

إن أي قضية وطنية تحتاج إلى حامل سياسي فعال غاب في اليمن منذ بداية القرن الماضي، وهو موجود اليوم في صيغة اللقاء المشترك. والمطلوب أن يلتحم الحراك الجنوبي باللقاء المشترك عن طيب خاطر لأنه يوفر الفرصة الوحيدة المعقولة للوصول إلى حقوق الجنوبيين في السلطة والثروة بتضحيات قليلة أو بدونها. وبين عسقبلية السلطة وعسقبلية الحراك الجنوبي لم يعد هناك حامل غيره لمشروع الدولة الحديثة.

وفيما يتعلق بي فإني مستقل ولا انتمي لأي من أحزاب اللقاء المشترك لأر وج له، لأني أتمسك باستقلالية رأيي. ومنذ خمسة عشر عاما وهي الفترة التي قضيتها في الكتابة السياسية، أدركت أن الحاكمين في بلادي ليسوا إلى عصابة ستقود الوطن إلى مصير مؤلم. ولم تزدني الأيام إلا اقتناعا ولم أرى حلا غير اللقاء المشترك.

لقد احتملنا الفوضى لفترة أطول مما يبدو معقولا أو ممكنا، ودخلنا في نضال ضد الفوضى بأفكار بسيطة عن نظام المستقبل الذي يتوجه نحوه هذا النضال.

إننا نمارس ألعابا لفظية مشؤومة، وكل منا يتجاوز الآخر ولا يريد إلا الاستماع إلى صوته هو، وسط هذه الجماعات السلبية التي آل إليها المجتمع. فلنفكر مرة ومرة بعقل بارد، ولنتناقش منتهزين مشروع التشاور الوطني الذي دشنه اللقاء المشترك بدلا من حوار الطرشان هذا.

المقال منقول من التغيير نت