Monday, August 17, 2009

لم نكن ولسنا "ملحدين"

أقوم بإعادة نشر موضوع منقول من مدونة كوكب زمردة ... خواطر إنسانسة تستحق القرأة:


لم نكن ولسنا "ملحدين"


يقال بأنه معلم في مدرسة ابتدائية
والبعض يقولون انه أستاذ فلسفه ..
وهناك من يقول بأنها معلمه ..
قصة انتشرت كغيرها من القصص في شبكة الانترنت
قصة جميلة ومبهره
وتدفعنا للابتسام فخراً بذلك الطالب او الطفل المعجزة
لا يهم ماهي حقيقة تلك القصة ولا يهم من أول من نقلها او من أي بلد "لأنها وصلتني كثيرا وفي كل مره تصل مع تعديل بسيط في جنس المعلم والتلميذ .. والبلد"
ومثلها الكثير من القصص أتذكر منها قصة الصبي الذي حير علماء بلدة بثلاثة أسئلة "والأسئلة الثلاث ذكرت من قبل ولكن في قصه لعالم مسلم" ولا ادري لمن تنسب القصة حقيقة
المهم في النهاية كلها قصص وانتشرت
وصلت هذا ونقلها هذا لذاك ..
هذا اكتفى بنقلها ..
وتلك صاغتها من جديد لإضافة المزيد من التشويق
هذا .. ذاك .. هذه .. تلك " أعضاء منتديات او كتاب مدونات او او او " لا يهم
ولا يهمني ان لم يتحققوا مما ينشرون وينقلون
"فلا علم لهم أعاتبهم به"
ولكن مايهم وما يؤلم عندما اسمع هذه القصة او تلك
من مفكر او عالم او شيخ مسلم
مؤلم بالنسبة لي ان أتسمر أمام شاشة التلفاز لأجد رجل فاضل يحكي ان تلك القصة قد حدثت في بلادي !!!!
ما الذي يحدث!!

قبل هذه القصة بسنوات تسمرت أيضا أمام شاشة التلفاز وأنا أقراء نشرة افتتاحية لأحد القنوات العربية "الشقيقة" تبثها كل صباح كُتب فيها ...
(( في مثل هذا اليوم دخل اليمن الجنوبي في الإسلام ))
أي أننا لم نكن مسلمين من قبل
ولم ندخل الإسلام استجابة لدعوة خير خلق الله "محمد"
صلى الله عليه وسلم
بل دخلنا الإسلام عندما قررت تلك الشقيقة الاعتراف بكوننا قد أصبحنا مسلمين ..
"الله المستعان "
والله أنني أتذكر تلك اللحظة
اتذكر تلك الدمعة , أتذكر إحساسي ..بل اشعر به الآن

ومابين القصتين "خبر" ههه
وأي خبر !!! ... والله إن لم يكن هذا حرام لكان بعرف الإنسانية "عـــــيب"
بل انني تعلمت فعلا انه عيب قبل أن أتعلم الحرام من الحلال
أتذكر انني حتى قبل ان افهم ما يجوز ومالا يجوز كنت اعرف العيب
فما بال البعض لا يعرفون العيب ؟؟
ماذا أقول !!!
استحي حتى من ذكر الخبر او ذكر من جاءنا منهم
اخجل من ان اربط مابين عيب كهذا وبين كيان شخص او مكانه أخر يفترض بأنهم يعرفون العيب
ومع هذا " سأحسن الظن "
ولن أسمي لا بلد ولا شخص ولا فئة ولا جهة
وسأفترض بأنهم حكموا علينا وقرروا وفق ما بلغهم
ولكن الم يقل رب العزة
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ))
أولم يعرف من يتهمنا بالكفر هذه الآية
أم أنها لم تمر على ذاك الذي جعل "حياتنا"
كل مافي حياتنا قبل إسلامنا "المزعوم" في نظرهم باطل "باطل ويجب تجديده!!"
((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ))

وأخيرا يأتينا من يفترض بأنه منا وفينا ليقول بأنه ادخل "الشرعية إلينا" ههه
الله المستعان
شرعية بدأت بتحطيم عدد من قناني الخمر وانتهت بإعطاء ترخيص "للدعارة" المنظمة
اعتذر ... اسمها سياحة !!!
نعم انا متخلفة قليلا ربما , ولا افهم معنى وفائدة السياحة

لن أقول بأنه قد ادخل الفساد علينا فالفساد موجود بترخيص ممن كان يحكمنا قبله
واستمر وانتشر ولكن بصوره عصريه حديثه بعده
والظلم موجود .. والقهر والاعتقالات والاغتيالات " كل هذا موجود"
ولكن كل هذا لا يعني بأننا " كفرة ملحدين"
نعم حكمتنا الأفكار الاشتراكية .. وهل نكفر بذلك!!
أي دوله او أي بقعه في الأرض لم تدخلها هذه الأفكار؟
هل يصح ان نكفر مسلمي الغرب مثلا لأنهم تحت سيادة حكومات "اشتراكيه .. رأسمالية .. علمانية "؟؟
ام هل يفترض بي الآن ان اكفر بعض الأشقاء الذين تتحكم في بلادهم طبقه علمانية !!
وانتظر حتى تتغير الحال ثم انشر " في مثل هذا اليوم عادت الـ ..... للإسلام "
أي منطق هذا .. واي عقل واعٍ يقبل بهذا!!
وهل يفترض بي ان اقر باننا لم نعرف الشريعه الا بعد ان ساقها الينا صاحبنا المذكور اعلاه!!
أي ان أبي وجدي وجد جدي
"لم يكونوا مسلمين!!"

لن أقول بأنني عشت كثيرا في بلادي قبل "الوحدة"
وقبل إعلان إسلامنا المزعوم
ولن أتفلسف بما لا اعرف
ولكنني سأقول بأن "الرجل" الذي علمني كيف أحب ((الله))
كيف أحب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
علمني كيف أحب الأرض " كل الأرض " بشمالها وجنوبها
ذلك "الرجل" جاء من هذه الأرض وحمل بطاقتها وجواز سفرها
البطاقة والجواز التابع للحكومة الاشتراكية آنذاك

وتلك المرأة التي لطالما أحاطتني بحنانها وقسوتها أحيانا لتعلمني ما يليق ومالا يليق بطفله مسلمه
تلك الطاهرة البسيطة " الطيبة" جاءت من هذه الأرض
وحملت نفس البطاقة والجواز

وتلك المعلمة الفاضلة " القديرة" لم تأتِ بها الشرعية المزعومة فقد امتهنت التدريس قبل تاريخ الوحدة "السياسية"
ومنها تعلمنا ان الأرض واحدة لا حدود لها " فلا يليق بنا ان نقول اليمن الجنوبي واليمن الشمالي" وإنما جنوب اليمن وشمالها
تلك الإنسانه عاشت في ظل الحكومة الاشتراكية السابقة والحكومة الــ ... الحالية
لم تهتم لا بتلك الحكومة ولا بهذه .. اهتمت فقط بان تقدم لبلدها أفضل ما عندها
هذه المعلمة الفاضلة وغيرها .. وغيرها
لم تكن الاشتراكية دينهم ولا اكبر همهم

لم يكن أبي ولا جدي .. ولا أياً ممن اعرفهم و عاشوا بهذه الأرض قبلي الا مسلمين "يمنيين"
هذا ما اعرفه و أؤمن به
إيماني بوحدة أرضى قبل أي وحدة سياسية
فالأرض خلقها الله وكانت ومازالت وستظل "واحده"
شاء الله وقسمت ووضعت فيها الحدود السياسية
باستعمار بغيره لا يهم الآن .. كان ذلك وانتهاء
لأسباب سياسية .. اقتصاديه .. ضغوط خارجية ..
كل هذا لا يهم المهم انه تم الإعلان عن وحده يمنيه
"مثلما يقال"
ولا اعترف بكونها وحدة يمنيه , لان أرضى واحده أصلا
وإنما هي وحدة حكومتين سياسية
حدث بينهم خلاف!! لم تتم الطبخة مثلما خطط لها!!
احدهم غير موقفه!!
أي شي لا يهم ولن ادخل في هذه التفاصيل المهم تمت الصفقة
وهكذا انتهت الحكاية
وصارت كل الأرض تحت سيادة "حكومة واحده"
صالحه فاسدة لا دخل للأرض ولا للشعب بها
وانشغل المساكين في شمالها وجنوبها بلقمه العيش
ورضخوا لكل القوانين
لكن امممم .. ماذا أقول!!
زاد الفساد وقهر العباد
والابشع من ذلك زرعت في القلوب الكراهية " العنصرية"
فُرق مابين الأخوين
أوهم هذا بأن سبب كل كوارث حياته مصدرها ذاك
فاشتعلت الصراعات .. وزاد عدد الأحزاب والجماعات "باسم الديمقراطية"
سمح لهم بتلويث أفكار البسطاء .. لأغراض سياسية ربما
وعندما انتهت مهمتهم .. تغير مفهوم الديمقراطية
والآن لا حكومتنا العزيزة راضيه ولا المعارضة " الأبية" ههه
ومن حيث لا اعلم .. من القبور عاد إلينا بعض الهاربين متشدقين بأنهم الفرسان المنتظرين وان ابتسامتك " أيها الحبيب " أيها الجنوب الحزين سترسمها عودة الفاتحين

كلهم خونة.. يخونون أنفسهم قبل كل شيء لأجل لاشيء

همسه ...
أخي العزيز دمي دمك
عرضي عرضك
روحي فدى روحك
أرضى أرضك

..

ملاحظة ..كتبت الموضوع بسبب قصة استوقفتني بالأمس "غضبت" وشعرت بالألم بالحزن وبأن العالم كله ضد حبيبتي " بلادي" ومع هذا سألتمس العذر للرجل " غفر الله له ولنا"

Tuesday, August 11, 2009

الكذبة الكبرى


قبل أيام أعجبني هذا المقال عند مطالعتي لصحيفة النداء الاسبوعية للكاتب محمد الغباري.
بلغة تهكمية ساخرة يتحدث عن عادات وأخلاق "أبو يمن" والتي قد لا تعجب البعض لكنها ليست سوى واقع معاش في تلك البلاد "السعيدة"!!

يا آلهي ... حتى مفهوم السعادة صار يعني التعاسة في هذه البلاد.. إلى توضيح لتلك الكذبة الكبرى فعلاً!

الكذبة الكبرى

محمـــــد الغبـــــاري

يعتقد غالبية عظمى من اليمنيين أن هذا الشعب من أفضل شعوب الدنيا حضارة وأخلاقاً، بل وينظرون بروية لبقية الشعوب، حتى تلك التي كانت سبباً في هذه الاكتشافات العلمية في مختلف المجالات، مع أن السلوك الغالب لدينا لا يتفق وهذا المعتقد بتاتاً.
لا أعرف سبباً لهذا الشعور بالعظمة، ولكن قد يكون الحديث المتواصل عن أن اليمن هي موطن العرب الأول، وأنها بلد شهد حضارات عديدة، مرتكزاً لهذا الاعتقاد الذي اكتفى أصحابه بتضخيمه عبر الكتب المدرسية وفي وسائل الإعلام دون الغوص في تفاصيل الممارسات اليومية التي ينبغي الالتزام بها حتى تتسق المسألة.
في كتب التاريخ ستجد لغة العنصرية الطافحة من بين سطور المخطوطات التي دونت الأحداث والمذابح التي مرت بها اليمن، ولهذا يصف الكثير من المؤرخين خصومهم بالكفر وبالخروج عن الملة وبعدم الأخلاق، فيما يرون أن قتل ألف شخص وجعل ألف من زملائهم يحملون رؤوسه من أطراف البيضاء إلى صنعاء دليلا على نصرة الله للإمام المطهر بن شرف الدين صاحب الشمائل التي تحصى.
الأمر ذاته في الكتب التي تتحدث عن دولة بني نجاح وتصف حكامها بالعبيد بسبب لون بشرتهم، والتحقير من شأنهم على اعتبار أن أصولهم من الحبشة، مع أن الوقائع تؤكد أن أبرهة الأشرم كان أكثر حماساً للهوية اليمنية في مواجهة طغيان شمال الجزيرة العربية من الذين مجدوا بطولة سيف بن ذي يزن الذي استنجد بالمجرمين في سجون فارس لكي يصل إلى حكم اليمن. وقد امتدت هذه الثقافة المتخلفة إلى الآن، حيث تفيد غالبية كبيرة من الناس أن اليمنيين من أمهات إثيوبيات مولدون ومواطنون من الدرجة الثالثة، وأن المشتغلين بالزراعة والتجارة مجرد أبناء سوق لا يجب مقارنتهم "بمن شمه باروت".
في الشارع لا نحترم إشارات المرور، وفي اليوم الواحد ستصادف العشرات من الأشخاص يقذفون النساء بألفاظ وعبارات سفيهة، ومع ذلك نحن شعب حضاري. وستجد أيضاً من يحدد طريقة تعامله معك من خلال رقم لوحة سيارتك (ومن لهجتك، وإذا ما تهورت وانتقدت سلوكا مشينا ستجد من يرد عليك ويشتمك، هذا إذا تواضع ولم يأت ليعتدي عليك بالضرب).
لدينا محلات لإصلاح الأجهزة الالكترونية بدون شهادة تؤكد أن من يعمل فيه يمتلك القدرة على التعامل مع هذه الأجهزة، ولهذا ستجد من يستبدل قطع غيار أجهزتك الأصلية بأجهزة مقلدة، وستجد من يقوم بتعبئة سيارتك بزيت محرك غير مطابق للمواصفات، وفي كل يوم ستواجه من يغشك بشريط كاست أو حتى عيادة لمعالجة المرضى، مع أنه لا علاقة له بمهنة التعامل مع الأجساد البشرية.
الشعب الحضاري العظيم يبصق في وجهك بـ"الشمة" ويعادي النظافة بإصرار عجيب، ويرى في الاهتمام بالمظهر أمرا معيبا لا ينبغي للرجال فعله، ويؤمن أن المبنطلين "مش رجال".
لديه إيمان راسخ بضرورة المحافظة على مواعيد الصلاة الخمس وبأهمية صباح الاثنين والخميس من كل أسبوع؛ لكنه يمتلك نفس الإيمان بأن القتل أمر اعتيادي وبأن استعباد النساء ومصادرة حقوقهن وإرثهن علامات رجولة شديدة العنف والصلابة.
الفضول يلاحقك في كل مكان. وأنت في الباص لا بد أن يسألك من بجوارك: من أين أنت؟ وإذا لم يعجبه ملابسك لا ضير أن ينتقدك وأن ينصحك بما ينبغي فعله. حتى النساء لا يسلمن من هذا الفيض الحاتمي من النصائح: "ليش ما تلبسي بنطلون؟" أو "ليش لابسه هكذا؟".
كيف نريد أن نكون بلداً سياحياً ونحن لا نحسن التعامل مع بعضنا، نعيش على وهم الشعب الحضاري، ونلقي بكل العبارات القذرة في وجه السياح، ومن يرى في ذاته شخصاً متحضراً فإنه يوقف الأجنبي ليسأله: "لماذا لا تسلم؟"، أو يعطيه محاضرة في المسيحية المحرفة، وبعظمة أخلاق المسلمين.
عن أي وهم نتحدث وأجهزة الدولة بمختلف مستوياتها تمجد القبيلة، وتعجز عن حل لغز هروب الشابة اليهودية وزواجها من مسلم، فيما لا تزال هي على ذمة زوجها اليهودي، وينظر مسؤولونا إلى الخروج على القوانين وسلطة الدولة على أنه بطولة، فيما يتعاملون بدونية واحتقار مع المناطق التي تلتزم القوانين وتحترم سلطة الدولة.