Friday, March 19, 2010

خيبة الامل


منذ إنطلاق الحراك السلمي الجنوبي بصورته الحالية في 2007 وهناك شعور يترسخ يوم بعد يوم أن الامر يعنيننا نحن كجنوبيين فقط، وأن من يؤمل على اي تعاطف من الشماليين -المواطنين- هو كمن يتامل الماء في سراب الصحراء.

فخلال السنوات الماضية لم يصدر عن ابناء الشمال ما يشير أنهم متعاطفون مع شرعية القضية الجنوبية غير ما يكتبه المثقفين منهم والذين يعون تماماً واقع الحال وواقع مركزية القضية الجنوبية وكانت اقلامهم فعلاً تلعب دور لا باس فيه في إبقاء اواصر مودة بين الجنوبيين والشماليين كبشر التي التهمتها مفرزات حرب  1994م ضد الجنوب في مواجهة حملة تشهير بكل من ينادي بالقضية الجنوبية ووصفه بالخائن والإنفصالي.
وترسخ مع الوقت أن الجنوبيين فعلاً وحدهم في نظالهم ولن يناضل احد معهم، وترسخت قناعات متعددة تشير خلاصتها إلى أن الوحدة في نظر الشماليين جميعاً مغنم وان الجنوب بارضه وثرواته هو الجائزة للفتح الإسلامي لبلاد الجنوب في 94 وأنه مهما إختلفوا فيما بينهم فهم متفقون على الجنوب، وكما قال المخضرم حيدره مسدوس بما معناه "الرئيس يضمن الجنوبيين الذين معه في السلطة على السلطة ولا يضمن المشترك على السلطة، في حين يضمن المشترك معه على الجنوب ولا يضمن الجنوبيين الذين معه على قضية الجنوب.
 
فخلال السنوات الماضية لم تخرج حتى مظاهرة واحدة في الشمال لتاييد الحراك الجنوبي -على الاقل لمرحلة ما قبل مارس 2009 التي لم تكن تدعو لفك الإرتباط - بل وحتى إدانة جماهيرية للقتل في الجنوب، وانا اتحدث هنا عن الشارع وليس البيانات المنددة من الاحزاب السياسية التي يتحتم عليها ذلك للحفاظ على ماء وجهها عند انصارها في الجنوب، لكن الاسبوع قبل الماضي حفل بحدث إستثنائي حيث دعت احزاب المشترك الجماهير للتظاهر دعماً للحراك الجنوبي وللنديد لما يتعرض له من قمع عنيف وإنتشار للجيش في الجنوب بعد تهدئة جبهة صعدة. نعم لقد تذكر المشترك أن يتعاطف معنا بمظاهرة وكنت احسب النوايا صادقة حتى لو خرج 100 نفر، طبعاً حَفل مهرجانهم في تعز والذي شارك فيه الالاف بالقمع وجرح بعض الاشخاص..وإنتهت المسرحية التي نظمها المشترك!


نعم كانت مسرحية شدت من أزر قناعتنا بان الشماليين كلهم نظرتهم هي ذاتها للجنوب، مغنم لا غير. فتفاصيل دعوة المشترك التي بدت وطنية وخالصة تكشف لاحقاً انها مجرد مناكفات سياسية لا غير ولا تعنى باي شكل من الاشكال أنها دعم للجنوبيين بل محاولة لإسماع صوتهم عند السلطة التي بدات حسب حديث المدينة مفاوضات مع الحراك الجنوبي، عندها تذكر المشترك ان يلعب لعبة المظاهرات لغضبه من خروجه من الشارع الجنوبي، والكلام لحديث المدينة التي اوردت تفاصيل عن دعوة المشترك الاسبوع الماضي.


لقد خاب الامل فعلاً، لكن ترسخ الإيمان اكثر أن حل القضية الجنوبية هو بايدينا ويجب أن يظل بايدينا نحن كجنوبيين لا أن نؤمن ان في هذه الدولة شيء يسمى معارضة وطنية فيه بل ستظل تنظر للجنوب كما تنظر السلطة وكما ينظر الشماليين لنا منذ ما قبل قيام الوحدة فنحن بالنسبة لهم فرع من أصل وهو ما لا يمكن قبوله بأي حال من الاحوال.

Thursday, March 04, 2010

صحيفة الطريق


مر اكثر من اسبوعين على آخر عدد طُبع لصحيفة الطريق، فقد طبع العدد 686 الاحد 21\2\2010 وتم لاحقاً في ذلك اليوم مصادرة ما تبقى منه لاحقاً ومن بعدها تم توقيف الصحيفة عن الطباعة قسرياً دون أمر من المحكمة.

طبعاً حجة النظام هي خبر في صدر الصحيفة بعنوان " محكمة إستئناف لحج تحجز قضية الإعلامي اياد غانم" لما ورد في المقال من توصيف للسلطات الامنية بأنها سلطات إحتلال، ويمكن قرأة نص الخبر كما جاء في الصحيفة على موقعها الإلكتروني هنا وهنا

طبعاً إعتذر رئيس التحرير وتم طرح العديد من التساؤلات كما في مقال نجبيب اليابلي في صحيفة حديث المدينة هنا حول غرابة ما حصل، خصوصاً وان الصحيفة تُطبع بمطابع حكومية وهي مطابع 14 اكتوبر!

المهم هو أن الصوت الاخير لناقل اخبار الحراك الجنوبي قد تم إسكاته كما سبق من إعتداءات ضد حرية الكلمة ولحقت الطريق بإختها الأيام، اما كلمة إحتلال فهي كما قال اليابلي غريبة لانها تظهر على صحيفة مطبوعة. أما الحال فهو إحتلال بكل الاحوال قالوها في موقع إلكتروني أو طبعوها في صحيفة.

ملاحظة مهمة: بعد كتابة الموضوع هذا اليوم ففوجئت بوجود العدد 687 الصادر اليوم الخميس 3 مارس في المكتبات في عدن، يعني أنه تم السماح بعودة الصحيفة للعمل 

Ohibok