Thursday, December 31, 2009

Happy New Year

سنة جديدة ستطل علينا منتصف يومنا هذا وفكرت فيما قد اقول بهذا المناسبة، خطر لي أن اكتفي فقط في إعادة نشر ما قالة احمد غراب في زواية عش الغراب بحديث المدينة، لكن إستعذت بالله من سوء الظن بالسنة الجديدة لان المقال محبط بشكل ميؤوس منه!


فكرت بتهنئة ساذجة كمثل التهانيء العقيمة التي تهبط علينا من جروبات الفيسبوك الكثيرة، حيث اصبحت تثير الضيق فطردت الفكرة مباشرة..


وآخيراً..
إهتديت لأن اعبر عن مبداء جميل بهذه المناسبة، فكرت في التسامح الذي صار العالم بأسره بحاجة إليه ونحن خصوصاً. وإهتديت لهذه الصورة الرائعة من الرائع فليكر، وحسب ما يقول الكاتب فقد أخذها دونما معرفة أي من الفتاتين....صورة جميلة تعبر عن روح المحبة دونما دين أي عرق أو إنتما يفرقنا كبشر، وتمنياتي أن يكون العام الجديد مليء بالحب والتسامح الإنساني.




وهذا مما قاله صاحب الصورة:




I really like this picture myself! Why? Because I sat in front of these two girls, and they where so lovely to each other. They talked so kindly — kind voices. They held each others hands. They seemed to be deeply in love with each other, or having a close and warm friendship. The red haired girl was keeping the spirit up. The muslim(?) girl was so very tired. It was also intelligent talk inbetween the two of them. And I think they where so beautiful – so beautiful together.
I had the camera strap around my neck so the camera was hanging on my stomach. Then I closed down all ”sounds” on the camera. I set the selfexposure on ten seconds. Then I used the rotating LCD-screen on the camera and turned it upwards so I could see both of the girls and the whole scene on the screen; I could see the framing without them seeing it! I set the camera for ISO 200(400?) because of a bit shaky conditions in the subway train. And I fired away...secretly!
I did not ask for permission to take their picture or anything. I said nothing. But it seemed like the red haired girl was suspecting something. She looked at the camera. But she said nothing. Maybe she didn’t suspect anything. She was so relaxed.



I left the train without saying anything.



And now I got a fine picture to show — a picture that speaks love — at least for me.


وكل عام وانتم في سعادة وحب..

Thursday, December 10, 2009

رُبا

رُبا يحيى منصور علي" هذا هو إسمها الكامل، ضحية التدهور الفظيع في البلد لكافة مؤسسات ما يُفترض أن نسميها "دولة" بإستثناء العسكرية بالطبع حيث يخوض النظام حروب بطولية ضد أبناء البلد بل ويستعين بدول أخرى على أبناء جلدتة المفترض أن يؤمن لهم الحماية والعدل والمساواة والحياة الكريمة، رُبا ضحية التدهور الصحي وخصوصاً ما يجري هذه الايام في تعز من اوبئة تنذر بكارثة إنسانية شبيهة بما يعانية أبناء صعدة النازحين، لكن العدو -لك الحمد ربي- ليس جيش البواسل ولكن الاوبئة وعلى راسها حمى الضنك التي اضنت اهل تعز واصابت الالاف وقتلت منهم من قتلت ولا تسألوا عن الحكومة فهي معذورة ومشغولة بقتل أبناء صعدة.

رُبا الكمالي إستاذة بكلية الحقوق بجامعة تعز وزوجها هو زكريا الكمالي الصحفي في صحيفة الجمهورية نزفت حتى الموت في إنتظار أن يَسمح لها ملائكة "الرحمة" في مستشفى اليمن الدولي في تعز أن يدخلوها غرفة الإنعاش بعد تدهور صحتها في متشفى الكندي، ورفض المستشفى إدخالها لانها قد تكون مصابة بإنفلونزا إتش ون إن ون (!!) وخلال المفاوضات مع "الشياطين" لإدخالها غرفة الإنعاش فارقت الحياة بين جدران المستشفى الذي لم يسعها ولم يتسع لغيرها ممن إبتلاهم ربي بأن يمرضوا في بلاد إسمها اليمن وفي تعز بالذات.

فارقت الحياة وذهبت روحها ضحية مرض مجهول أسموه "إلتهاب في الرئة!!!!!!" ولا عزاء للاحياء ولا الموتى، لتلحق بمن سبقها في الموت والرحيل عنا بصمت مخيف قبل أن تحتفل بالعيد بأيام، لتترك العيد ليحُتفل به بدونها، تركته لنا بدون وهج إبتسامتها.


زكريا كَتب في حديث المدينة ينتحب زوجتة ويبكيها، ساترككم فيما كتبه قلم الكمالي عن حبيبتة الراحلة:
_____________________


عيد سعيد يا رُبا

أنا موجوع ووجعي لا دواء له.. تماماً كما مرضك الذي صادر روحك العذبة النقية يا «رُبَا», لكني سأحتمل ولن اذهب إلى مستشفى «التعاون» ليطردوني منه بعد ساعة بحجة عدم وجود «غرف رقود», لن أذهب ثانية إلى « سلخانة الكندي» حتى لا يتكرر مسلسل اغتيالك معي ..أدخله بقدميّ إلى الغرفة الخامسة ليطمئنني الطبيب - بعد أن يطلب «مقابل الاستشارة» - لأخرج منه بعد يومين بـ«محفّة» تحمل جسداً نام.. وإلى الأبد.




منذ عرفتك يا ربا مطلع العام 2003, أحببت فيك نقاء قلبك وبشاشة روحك. عشقتك, وحين أنهينا ماراثون عشقنا الطويل هذا العام في «عيد الحب», ظننت أن قصة حبّنا الاستثنائية ستكافأ بحياة رغيدة تُضرب الأمثال بسعادتها وطولها وبساطتها ونقائها وروعة تفاصيلها, كجائزة مستحقة لـ«حب مثالي», اتفقنا أن نكشف أسراره لأولادنا, ولم أتوقع أن أكافأ بهذا الزلزال الذي بعثر قلبي في يوم عيد ميلادي, ودفن فرحة ثاني عيد لنا معاً, كنت وعدتك أن نقضيه في «عدن», ومازلت عند وعدي..


«ربا»..«بيبي»..«حبيب قلبي» ..«الروح»..»كل الدنيا» .. هذه بعض أسمائك الحسنى في تلفوني منذ عرفتك, والتي كانت ستقفز كأسعار الذهب إلى قائمة مئوية في قادم الأيام والسنوات لو أنك نجحتي في كسر تسلّل القدر الذي يصيب أهدافه أحياناً, و«يعملهن عُوج» في أحايين كثيرة كما أخبرني «الحاج»..


هل تذكرين أحاديثنا الدائمة عن دموعك التي كنت تذرفينها باستمرار على والدتك, وأتهمك فيها بأنك ضعيفة وجبانة, وتأكيداتي أن شيئاً كهذا لن يحدث معي فأنا رجل شجاع وصلب, فتقولين: «أنت لم تفقد عزيزاً عليك يا حبيبي مثلي»..


ساعة أغمضت عينيك وبدأت نومك الطويل, تبخرت شجاعتي وضاعت صلابتي يا ربا.. بكيت كطفل ..تفوقت عليك في الضعف والجبن ومخزون الدمع, وعرفت ماذا يعني أن تفقد عزيزاً في غمضة عين..


رغم كل ذلك, لم أكن مصدقا أنك نقضتي الوعد الذي قطعناه أن نعيش إلى مالا نهاية. عدت لأبحث عنك في «مملكتنا السعيدة», ولم أجد سوى رائحتك.. كررت البحث وعثرت على «كتابنا المقدس» الذي أنشأناه فجر الجمعة 19/6/2009 وعنوناه بـ« خاص حباً» لننثر على صفحاته أزهار حبنا الوردي..


قرأت كل ما كتبتيه عن حبنا وفرحت.. لكن عبارتك :«حبيبي أنت من عرفت معه معنى لحياتي وتاريخاً لميلادي وقيمة لوجودي وسعادة لأيامي ومستقبلاً لأحلامي». كانت طلقات تفتك بما تبقى من روح في جسدي المتعب, ورغم أني أكره لحظات الإعدام إلا أني استمتعت بمهاراتك الخارقة في التصويب على الزاوية 90 في قلبي..


أفيق أحيانا وأتمنى لو كان ما حدث مجرد «مزحة» سمجة .. بل انني اعتبرته واحدا من «مقالبك الثقال», وذهبت لأبحث عنك تحت سرير نومنا لعلَّي أجدك, كما فعلتيها في السابق وجعلتيني أخرج من البيت في منتصف الليل لأبحث عنك في منزل أهلك..


بيتنا كما هو وسيظل كذلك.. يطلبون مني أن أغادره حتى أنساك يا ربا لكني لن أفعل..عطرك يملأ المكان سيدتي.. أسمع وقع خطواتك على درجات المنزل كل يوم, وأنتظر منك «البوسة» التي تطبعينها على خدي قبل أن تصحيني من نومي, وأذهب إلى العمل..


«عصير التوت» الذي تحبينه مازال موجودا, وشوكلاتة «الكيندر» أيضاً.. «القطة» التي كانت ترافقك منذ دخولك باب العمارة حتى باب الشقة, تسألني عنك, وعمن سيرعاها بعدك؟


رؤية نظارتك بعد عودتي من الجنازة.. مشهد جعلني أموت ألف مرة.. رفعتها حتى تسنح لك الفرصة لأخذها عندما تعودين..


موبايلك مازال في مكانه.. فتحته ووجدت رسالتين من «121»؛ الأولى تهنّئ القيادة السياسية بحلول عيد الأضحى والثلاثين من نوفمبر.. والثانية تدعوك لإهداء أحبابك أجمل الأغاني, كما أن رصيدك ما زال بـ»320» وحدة.. بإمكانك الاتصال للاطمئنان حال سنحت لك الفرصة.. وإذا كانت أزمة الكروت موجودة حتى في موطنك الآخر البعيد كما في «حارتنا», سأنتظر «رنة « منك حبي عندما تصحين من نومك..


«أنا بسأل النجوم كل ليلة عليك» يا ربا .. لا أريدك أن «تطولي» في بعادك كما تقول «عزيزة جلال» .إما أن تأتي أو أجيئك أنا حتى نكوّن أنفسنا من جديد ونبدأ حياة مختلفة في موطنك الحالي بعيداً عن أوبئة تعز وبعوضها وأطبائها..


سامحيني يا ربا لعدم إعطائك «كلمة المرور» الخاصة بصفحتي في جهاز الكمبيوتر.. أردتك أن تعرفيها بنفسك ولم أتخيل رحيلك وأنت لم تعرفيها, رغم أنك توصلت لتلميح الكلمة الذي كان «أعشقك».


أقسم لك بروحي ياروحي إن كلمة السر هي «ربا».. وإن كلمة السر الخاصة ببريدي الالكتروني الذي أنشأته عام 2004 هي «ربا» أيضاً.. وانك أنت كلمة السر لحياتي الجميلة التي كانت قد بدأت لتوها هذا العام, وفجأة لم يتبقّ شيء منها.


سامحيني على استقبال التعازي من الجميع برحيلك, ومطالباتهم لي بتجاوز المحنة.. لم يكن أمامي مجال للرفض, رغم أني غير مقتنع بما يجري..


قالوا لي: «الحياة تستمر والموت لا يستثني أحداً فلا تسمح للأسى أن يطفئك» و «يجب أن أكون قويا كما أرادتني ربا» فقاومت بعض دموعي لأجلك مولاتي.. أحلف لك أن الناس محزنون لفراقك.. قالوا انه أفقدهم طعم العيد كما فقدت أنا طعم الحياة اللذيذة من بعدك، وعرضوا علي قلوبهم لأحزن عليك «بي بي».


زملاؤك في الكلية اتصلوا يعزون غير مصدقين، «نجيبة» ظنت أني أعتزم عمل «مقلب» لها فاتصلت والدتها لتتأكد وهي تبكي.


دموع البشر أغرقت مدينة جدة يا ربا، وإمارة دبي التي لا تغيب عنها الرفاهية والمتخمة بالدراهم والدولارات، انهارت هي الأخرى وأصبحت على باب الله، والشمس شبه مكشوفة.


هذه بعض تداعيات رحليك، كما أن العالم سيشهد أيضا نكسات متوالية بعد غيابك عن الدنيا.


لا جديد في هذه البلاد سوى الحزن المخيم على روحك: عيد الأضحى كان «أبله» ،المسئولون تفرقوا على المحافظات وزاروا بعض المستشفيات، عايدوا المرضى وسلموهم مظاريف بوزن الريشة مزحت معك بشأنها قبل وفاتك بيوم حين أخبرتني أن العيد سيأتي وأنت على سرير المستشفى، فبشرتك بـ»ظرف من حق الدولة».


الحرب السادسة لم تنته بعد، مازال الحوثيون يشنون هجومهم من ثلاثة اتجاهات والجيش كالعادة يصد..


عام سعيد يا ربا .. يا توأم روحي السيامي الذي نجح عباقرة «الكندي» بفصله عني في عملية غادرة.


______________________

اخيراً تم إنشاء مجموعة على الفيسبوك عن الراحلة إسمها رُبــأ الإبتسامة التي هوت عالــياً

و.....عام سعيد يا ربــــــا