Thursday, April 30, 2009

الحراك السلمي الجنوبي .. خطوة بإتجاه ماذا؟

الحراك السلمي الجنوبي يدخل مرحلة جديدة ولا شك، مرحلة تنقله ليوضع في واجهة الاحداث المتسارعة في الجنوب، تراب الجنوب اليمني الذي يبدو انه على نار تتزايد إتساعها يوماً بعد يوم.

منذ
أن إنطلقت المظاهرة الأولى لتكسرالحاجز الاخير لدى الجنوبيين حاجز الخوف من كل ما تم ترتيبه للجنوب والوحدة اليمنية بعد الحرب الأهلية في 1994، ليتنهي الامر بحكم الواقع و"الممارسة" الى خاسر وهو الجنوب ومنتصر وهو الشمال ضمن نطاق الارض التي تم توحيدها طوعيا وربما "كارثيا" إلى ما يعرف اليوم بالجمهورية اليمنية.


عندما يخرج الألاف كما هنا في الحبيلين فهل كل هذا من فراغ؟

كانت الوحدة الإندماجية بتلك الطريقة خطاء إستراتيجي بحد ذاته والجميع متفق على ذلك، لكن الغريب في الأمر هو الموقف من هذه الاندماجية بين اليوم والأمس!
حيث كان القادة في الجمهورية العربية اليمنية يفضلون ويقترحون على القادة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن لا تكون إندماجية وإنما فيدرالية أو كونفدرالية بسبب الإختلاف بين الشمال والجنوب من الناحية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهو ما لم يتم بطبيعة الحال، لكن اليوم يقف النظام -الذي هو بالإصل إمتداد لقيادات الجمهورية العربية اليمنية بسبب ما حصل من تهميش للجنوبيين بعد حرب صيف 94 - مع تلك الوحدة بقوة ويرفض دعوات الإصلاح ومنها الفيدرالية.

الدعوات للإصلاح كانت شعارات التضاهرات الكبيرة
والمستمرة منذ 7/7/2007 عندما بدأت أولى المظاهرات وظهر معها الحراك السلمي الجنوبي، قام النظام بالقمع العنيف للمظاهرات ورفض كل دعوات المتظاهرين لوقف كل ما يتم على أرض الجنوب واليمن للمواطن الجنوبي أولا ثم أرضة ثانياً.
سقط العديد من القتلى في تلك الظاهرات على ايدي ال
امن وتجاوزا ال15 شهيداً، لكن وكما حال كل الإنظمة القمعية الفاسدة بالعالم لاتقدم على خطوة إلا وقد تم تجاوزها من الطرف الأخر بأشواط.


المتظاهرين في يافع/لبعوس قبل أيام

ففي 27/4/2008 تم تنظيم مظاهرة كبرى للحراك السلمي الجنوبي في أبين بذكرى إعلان الحرب في صنعاء ضد الجنوب عام 1994 وذلك برعاية أحدث المنظمين للحراك وهو الشيخ طارق الفضلي الذي نفض يديه عن تاريخه القديم والعميق مع النظام حيث كان من أبرز من وقف وحارب مع الحكومة ضد الجنوبيين في حرب 1994 حينما حارب كثير من الجنوبيين أنذاك بعظهم البعض -ولهذا تسميها المصادر المحايدة "حرب 1994 الأهلية في اليمن" ولا تسميها حرب الإنفصال وهو الاسم التى تتغى به السلطة ليل نهار-.
حيث أن بعضهم وقف مع القادة الجنوبيين في عدن -الذين دخالوا الوحدة طوعاً وارادوا
الخروج منها ولكن لم يكن سهلاً كان دخولها- والبعض الأخر وقف مع القادة الشماليين مع الرئيس والنظام في صنعاء.



الغضب في الجنوب لكل ما يرمز للنظام وحزبه الحاكم الفاسد

نقطة التحول الكبرى كان في كلام الفضلي وما تم الدعوة اليه في البيان الختاامي لمكونات الحراك السلمي الجنوبي، حيث تم الإعلان بكلمات واضحة بأن مطالب الجنوبيين هي الإسـتـقـلال والإنـفـصـال عن اليمن وعودة دولة الجنوب السابقة وطرد الإحـتـلال الشمالي للجنوب وتطبيق قرارات مجلس الأمن رقمي 931 و 924 بالطرق السلمية.



المتظاهرين أعلاه في المكلاء

إذاً لم يعد إصلاح ما تم في 1994 أو غيرها من الشعارات السابقة هي المطالب بل إنه الإستقلال. وكان مما قال الفضلي في خطابه أن الرئيس الحالي علي عبدالله صالح عليه أن يدرك أن النصر الذي تم في 1994 حققه له ابناء الجنوب ،لأن الكثير من الجنوبيين كانوا يتأملون خيراً من الوحدة-وهو منهم شأنه شأن الكثيرون غيره- ووقفوا ليحاربوا مع الرئيس ولكن أثبتت الأيام أن الحرب كانت إحتلال "عملي" وإن كان غير معلن لنهب الجنوب وإعتبار الجنوبيين مجرد مواطنيين ملحقين بالشمال عملاً بالمقوله الشهيرة عوده الفرع للاصل التي قالها حسين الأحمر، الفضلي الذي تمنى ايضاً بمنطق الندم قائلاً "لاسباب نسأل الله تعالى أن لا يعيدها ولكن اليوم غير الأمس.. والغد أفضل وكل وقتنا اليوم هو للنضال جنباً إلى جنب جتى يرحل الإحتلال.

خيار الوحدة والإنفصال طار يطرح وبقوه غير معهودة منذ 1994 وتتناقل الكثير من الفضائيات والمطبوعات أخبار الدعوات الإنفصالية الجادة والإحتجات العنيفة والإشتباكات مع قوات الامن، لكن النظام كعادتة يقول أن لا سبب لدعو المتظاهرين للتظاهر أصلاً؟

متظاهرين يوم امس في ردفان إحتجاج على قصف قصف الجيش لردفان

أخيراً ربما بدأت صنعاء تكتوي بلهيب الجنوب وإعترف صالح ببعض الأخطاء ولكن إشترط إصلاحها ضمن الوحدة ولكن الحراك قد مضى أشواطاً بعيده من ذلك وليس هو الحراك الذي كان قبل ثلاث سنوات.
يجب على الاطراف كافة تجنب الدم ولكن معارك ردفان قد إنطلقت منذ ايام ولا يبدو أنها تنتهي عما قريب، ومهما كانت أسبابها لكن اعبرة تقول عندما ينطلق صوت المدفع فكل الأصوات الأخرى تخفت دونما أي شك.


من نظرة أخرى اقل تشائمية من ويلات الحرب القادمة هي أن تكون دعوة الحراك للإنفصال ورقة ضغط قوية لإجبار النظام عن الإبتعاد عن التجاهل الغبي لمطالب الجنوبيين وبداء مفاوضات جدية ففي نهاية كل صراح لابد من الجلوس أخيراً لتلك الطاولة "المستديرة"، وهو إفتراض قوي خصوصاً في ترديد أغلب قيادات النظام ومنها الرئيس "بان لا أحد يمكنه إدعاء تمثيل الجنوبيين"!
إذاً لماذا هذا التاكيد اليومي بعدم جواز تمثيل الجنوب من أي أحد؟ هذا يعني بعبارة أخرى: لا لن نتفاوض مع أحد لأن لا أحد يمكنه تمثيل الجنوب.

الحرب هي قمه الصراح كما يقال ولا تظهر الحرب من العدم وما يجري هو صراح قد يصل وقد لا يصل إلى القمه إذا ما فكر النظام لمره واحده بمنطلق مصلحته على الاقل-كما تعودنا- وليس مصلحه اليمن الموحد الذي هو منه براء.
إلكرة بملعب النظام فهو قادر على نزع فتيل الأزمة او أشعالها بتجاهلها، لكن العودة للوراء بالنسبة للحراك الجنوبي السلمي لم ولن يكون وارداً بكل تاكيد.

Tuesday, April 21, 2009

Call for Life دعوة للحياة

يقول المتصوف الكبير محي الدين إبن عربي، الذي عاش منذ ما يقرب 800 سنة في الاندلس، في بضعة ابيات جميلة يعلمنا فيها التسامح الديني الذي لابد منه للحياة.

وأضيف قولة تعالى: {{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}}
[
الكافرون:6].

يقول إبن عربي:

لقـد كنت قبـل الـيـوم انـكر صاحـبـي
ان لم يكن دينه الى ديـنـي دان

***
لقـد صـار قـلـبـي قـابـلا كـل صـورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان

***
وبـيـت لأوثـان وكـعــبـة طــــــائـف
والواح توراه ومصحـف قـرآن

***
ادين بدين الحـب انى توجهت ركائبه
فالحـــــب ديـنــي و ايـمـانــي

***


The great Sufi Muhyiddin Ibn 'Arabi, who lived about 800 years ago in Al-Andalus, says in few eloquent verses teaching us religious tolerance which is absolutely necessary for life.


Also like God says in Quran: {{Unto you your religion, and unto me my religion}} [Al-Kafiron 109: 6] which means: You shall have your religion and I shall have my religion.

Ibn 'Arabi says:


I had been abnegating my friend, until today,
unless his religion close to mine
***
My heart has become capable of every form:
it is a pasture for gazelles and a convent for Christian monks,
***
and a temple for idols and the pilgrim's Ka'bah,
and the tables of the Torah and the book of the Qur'an.
***
I follow the religion of Love: whatever way Love's camels take,
that is my religion and my faith.
***


More about Ibn 'Arabi visit:

Sunday, April 12, 2009

Wrong Dagnosis

One of the most helpful medical website i have ever found.
Just you need to understand about medicine as it focus on symptoms and signs, so if you have medical info you'll get the maximum benefit of the site indeed!
Thanks for the charge affairs.

address is:
http://www.wrongdiagnosis.com/

Saturday, April 04, 2009

ازداد الناس قناعة بأن 22 مايو هدفها النيل من كل جنوبي

كلمة المحرر في صحيفة الأيام اليوم كانت مُفاجئة بسبب حدتها وجرأتها وإن كانت غير غريبه من المحرر، ربما بسبب الاسلوب الواضح الذي طَرح رايه وإبتعد هشام فيه عن الدبلوماسية.
لا نختلف في ما قال المحرر، ولكن يبدو انها مرحله من التصادم الفج بين الايام والحكومة قد بدأت وربما الحراك السلمي الجنوبي قد وصل إلى مرحلة تجعل التعبير وبصريح العبارة عما يدور بالنفس امر لم يعد فيه اي حرج من الخطوط الحمراء التي يرسمها الرئيس وحاشيته ليل نهار!
وليس في ما صُدر عن الفضلي من تصريحات في الايام الماضية من دعم لمسيرة الحراك إلا مؤشر لمدى ما وصلت إليه الامور، رساله قوية لمن لا زال في نفسه من "أمل" في 22 مايو أن "الأيام" نداولها بين الناس.

هذا نص ما قاله هشام باشراحيل نقلاً عن صحيفة الأيام:


ازداد الناس قناعة بأن 22 مايو هدفها النيل من كل جنوبي


«الأيام» المحرر:
نحن أبناء الجنوب لم نعرف سوى الويل والثبور وعظائم الأمور والكذب والنصب والاحتيال والتضليل والابتزاز وكل شيء يخطر على البال منذ إطلالة 22 مايو علينا، في البداية كان الأمل فيها كبيرا، ثم أخذ كل شيء يتلاشى مع مرور الأيام، وإزداد الناس قناعة كل يوم أن 22 مايو لم تُصلح الأمور، بل أن هدفها النيل من كل جنوبي ، وهكذا أخذت قاعدة المتضررين منها في الإتساع، وادركوا أنها عنوان لسحقهم وإهانتهم وإذلالهم.

وليعذرنا أهلنا وأحباؤنا وأعزاؤنا ممن يرجون أملاً من 22 مايو أنهم كمن جري وراء سراب، وأن الدور سياتي عليهم آجلاً أم عاجلاً.


أنها لسان حال المؤتمر الشعبي 22مايو.

Wednesday, April 01, 2009

ويسألونك عن الجنوب

مقال للمتوكل في صحيفة الأيام بتاريخ 30/3/2009 يدندن بكلماته عن جنوب يتكلم عن نفسه..

ويسألونك عن الجنوب

محمد عبدالملك المتوكل

قل الجنوب وطن مستباح، في فم أبنائه مرارة، وفي نفوسهم حسرة، وفي قلوبهم جراح، وفي مآقيهم دموع، وفي أعماقهم إرادة لا تستكين، وفي مسيرتهم ضباب. اختلطت الألوان أمامهم، يتحسرون على الماضي البعيد.

ويعتبون على الماضي القريب، ويلعنون الحاضر الكئيب، حالة الغضب أفقدتهم التمييز بين الصديق والعدو، والظالم والمظلوم، والحق والباطل، والخطأ والصواب. تركز همهم على الخلاص مما هو قائم بصرف النظر عما هو قادم.

والخشية أن يكرروا الخطأ، فكما انتقلوا من عاطفة الحب الأعمى إلى الوحدة، يتنقلون بشعور الكراهية الأعمى إلى وضع غير محسوب.. هاجت مشاعرهم فدخلوا الوحدة، وقاتلوا في سبيلها بأحلام غامضة وآمال غير محسوبة، وحين لاحت المساوئ وتبخرت الآمال هاجت مشاعر الكراهية فنادوا بالخلاص دون رؤية واضحة وخطوات محسوبة وإذا بهم في كل مرة يبكون على الزمان الذي بكوا منه.

رحم الله الزبيري حين سأله الرباعي - في الخمسينيات - عماذا سيعمل الأحرار بعد الخلاص من الإمام قال بانفعال: لاداعي للتفكير في ذلك الآن لأننا سوف نختلف. علينا أن نتخلص من الإمام أولاً.

خلص الزبيري من الإمام، وخلصت الجمهورية من الزبيري والنعمان، والإرياني، والحمدي، وضباط سبتمبر وأحرار نوفمبر و14 أكتوبر.

يا ترى لو سئل الزبيري بعد هذه الرحلة الطويلة هل كان على حق في رفضه التفكير والتخطيط للمستقبل أم كان على خطأ.. ربما لو فكر الأحرار في المستقبل بعناية وعقلانية ووضعوا تصورهم العملي للدولة التي يحلمون بها والوسائل والأدوات التي تحققها لما كان حالنا كما هو الحال.. ولو فكر الحزب الاشتراكي بعقلانية وتصور واضح للنتائج قبل الدخول في الوحدة لما كان حالنا كما هو الحال.

أما آن لنا أن نتعلم بعد كل هذه التجارب؟.. ليس المطلوب من مناضلي الحراك أن يحدوا من طموحهم سواء بدعوة العودة إلى ما قبل الوحدة أو بدعوة تنفيذ وثيقة العهد ولاتفاق.. لكن المطلوب أن يدرسوا خيارهم بعناية كاملة وبعقلانية لا تتحكم فيها العواطف، وأن يضعوا أمامهم عددا من التصورات للنتائج، وألا يضيقوا من الرأي الآخر فقد يحتمل الصواب، وفي ضوء ما يتوصلون إليه ينشئون الآلية المناسبة لتحقيق هذا الطموح.. أما أن يغني كل على ليلاه في عشوائية واضحة، وحنق انفعالي.. فليس لدي ما أقوله سوى: ((فابشر بطول سلامة يامربع)).

..ولا جاكم شر.

النص منقول من نادي يافع