Wednesday, February 06, 2013

الحرب الإعلامية السورية

أكثر ما يلفتني شخصياً فيما يخص الأزمة السورية، هو بالفعل صمود النظام!

هيكل تحدث قبل فترة وقال أنه يتعجب من صمود النظام كل هذا الوقت وسط الحرب الإعلامية والنفسية والظغوط التي تمارس عليه من كل حدب وصوب! الامر ليس قوة الجيش العربي السوري الضاربة ولا كيف صمد بوجه مقاتلين نصفهم سورين ونصفهم مرتزقة أجانب، فتلك معركة محسومة بحكم ميزان القوة الواضح للنظام، بل كيف صمد إعلامياً بل وقلب موازين الإعلام والحقائق لصالحه في جولات كثيرة.

أعتقد أن الوقت هو أفضل من وقت بجانب النظام السوري، ففي بداية الأزمة، كان الإعلام المروج للثورة هو المسموع وهو الحقيقة لا إعلام دونه وكان الكثير من الناس وانا منهم ضحية ذلك الإعلام الكاذب وعلى راسه قناة الجزيرة. قوة الإعلام المناهض للنظام السوري كان يقوم على مبداء الهجوم المكثف، أي هجوم بصواريخ نووية إعلامية من قبيل فبركة المجازر وتحميل النظام وزرها على سبيل المثال لا الحصر. والأهم هو ان مدة الحرب التي رسمها المهاجمون هي أن مدة الحرب لن تطول!

الحرب هي إعلامية بالمقام الأول
لكن إمتداد الوقت كان كفيل بكشف الكثير من بواطن الامور وضرب حربهم الإعلامية بالصميم. إتضح أن كثير مما كان يقوله النظام صحيح بالفعل وليس مجرد كلام حكومات مثلما كان يراد لنا أن نقتنع عندما تتحدث أيه وسيلة إعلامية رسمية. الم نشاهد أن الجامعة العربية إتخذت قرار لم يحصل بالتاريخ الحديث بوقف بث القنوات السورية على عربسات! مما يخافون؟ هل خافوا من وسيلة إعلامية تروج للكذب؟ ام لان الإعلام السوري كان يملك الكثير من الارواق لصاحله وتحرج الإعلام الآخر..فالحل الأخير هو إسكاتة بكل وقاحة!

كان لصمود النظام في الجولة الاولى الأثر الكبير في قلب الامور، يجب أن نفهم كيف صمد النظام بالجولة الاولى لانها كانت الأهم وهي الحاسمة، فقد إستطاع النظام إمتصاصها وفهم اللعبة بشكل سريع لكن لست بوارد الحديث عن تفاصيل هذه الجولة لانها معقدة وتصبني بالصداع كلما حاولت التفكير فيها. اما ما بعدها من جولات فكانت الحقائق البديهية هي التي تحكم وقاعد الإشتباك الإعلامي. لقد توقع المهاجمون سقوط النظام من الجولة الاولى وتوقعوا أن تزييفهم لكثير من الحقائق لن تنكشف وسوف تنجح المسرحية بسقوط النظام ويطوي التاريخ المرحلة بهدوء، لكن هذا ما لم يحدث ولن يحدث عما قريب كما يبدو. ولهذا لجأوا لسلاح اشد قذارة وهو الحرب الإعلامية الطائفية وهي الاشد نتانة ودنائة.


النظام صمد..والظغوط عليه اليوم اقل من أي وقت مضى بل وصار الإنقسام نسمعه في كل مكان خارج سوريه بين مؤيد ومعارض للنظام السوري، هذا كان مجرد تخيله في بداية الأزمة شبة مستحيل!
اليوم هنا نسمع الكثير ممن يؤيد النظام ليس حباً فيه ولكن لان الكثير إقتنع أن المسرحية والتثوير في سوريا كان لعبة كبيرة لهذا فالامر صار، ليس حباً بالاسد ولكن كرهاً بالعملاء..وما اكثرهم.

بعيداً عن الموقف السياسي ضد او مع النظام، لكن الحقيقة أن النظام أثبت أن صامد ..بل اقوى مما توقع الكثيرون، نظام البعث بنى دولة النظام.. لقد نجحوا في الصمود أمام اكبر حرب إعلامية بالتاريخ الحديث.
قد يسقط النظام البعثي غداً، لكن التاريخ سيكتب أن الامر في سورية لم يكن نزهة لأحد، بل كانت حرب قناعات بالاول والأخير.


ختاماً اقول ما قاله لي رجل عجوز قبل خمس سنوات، يومها كان الحديث عن بعث العراق، فقال بكل ثقة:
يا إبني، انا عرفت البعثيين والبعثي يظل بعثي حتى الموت.
ربما هذه الحقيقة هي إحدى مفاتيح الصمود للنظام البعثي المتشبع قوميه حد الثمالة، فهم يفضلون الإنتحار على أسوار دمشق قبل أن يسلموها للعثمانيين الجدد وعربان الخليج.

No comments: