Wednesday, July 14, 2010

لعنة الثلايا

الكثيرون سمعوا الجملة المشهورة " لعنة الله على شعب اردت له الحياة فاراد لي الموت"، والاقل يعرفون قائلها والقلة يعرفون مناسبتها.

انا كنت من الفئة الاولى، حيث سمعت ولم اكن اعرف من قائلها ولا مناسبتها، بل كنت اعتقد انها جملة عربية مشهورة وأن العرب قد سمعوا بها من المحيط إلى الخليج كما تردد الديباجة السياسية العربية. تفاجأت اولاً إنها ليست مشهورة سوى باليمن فقط!! وتفاجأت ان لها مناسبة عظيمة الرمزية في نفس الوقت!

بإختصار القصة تعود لعام 1955م في تعز بشمال اليمن، بعد محاوله الإنقلاب الفاشلة ضد حكم الإمام في اليمن الشمالي الذي نفذه قائد الجيش انذاك العقيد احمد يحيى الثلايا. قرر الإمام ان يقوم بمحاكمة صورية للثلايا اما الشعب ويترك الحكم له فيما يخص جزاء الثلايا وتم ذلك في احد الملاعب في تعز. بعدما تجمع الناس وإحتشدوا قام الإمام يخطب بهم وإنتهى بطلب رايهم بالجزاء الذي يستحقه الثلايا نتيجه قيامه بالإنقلاب الفاشل عليه؟
فصاح الحشد الإعدام!! وتكلم الإمام مرة اخرى فصاحوا الإعدام للمرة الثانية وتكلم الإمام مجدداً فصاحوا الإعدام للمرة الثالثة!

قد يبدو الامر كمشهد سينمائي ولكنه حقيقة وحصل فعلاً، وكانت على ما يبدو صدمة كبيرة للثلايا أن يهتف الجمهور بالموت له وهو الذي ضحى بنفسه لاجله فكان مما قالة في تلك اللحظة " لعنة الله على شعب اردت له الحياة فاراد لي الموت" وقيل إنه قال " قبحت من شعب اردت لك الحياة واردت لي الموت" وهما عموماً يحملان نفس المعنى ولكن العبارة الاولى هي الاكثر شهرة.

صار الكثير من الناس يتداول العبارة اليوم ليبرر جحود هذا الشعب الميت وحالته اليوم، فلا هو ثار في وجه الإمام ولا هو جازىء من بذل حياته لاجله بإنقاذه من الإعدام! فماذا يتوقع من هكذا شعب جاحد؟

عموماً صارت العبارة ايضاً دلالة على اللعنة التي اصابت اليمن وشعبها من دعوة الثلايا وإن كنت لست من مؤيدي هكذا تفسيرات بل اعتبرها متخلفة وعقيمة، لكن اعتقد انها تستحق الذكر من باب الذكر على الاقل فحياتنا مليئة بالمفارقات المبكية ومنها ان ينادي الشعب بالموت لمن اراد له الحياة فعلاً.
رحمة الله على الثلايا وعلى كل من قدم حياته فداء لتراب وطنه.

3 comments:

Osan Boairan said...

انا لا أمن بلعنه بشكل خاص و لكن بهذه اللعنة امن و امن و امن

TaZmaNiA said...

شكرا على احلا مقالة استفدنا الكثير منها ولك الأجر ان شاء الله

Thabet said...

مرحباً بك