Friday, February 12, 2010

محمد المقالح


منذ أيام أحاول أن اعبر عما بداخلي من غضب على ما حدث للصحفي والقيادي في الحزب الإشتراكي اليمني محمد المقالح من إختطاف وتعذيب وآخيراً بكل وقاحة تقديمه للمحاكمة!

أ. محمد المقالح
قصة المقالح بإختصار بدأت قبل اربعة شهور عندما إختفى المقالح فجأة وبدون أية مقدمات بتاريخ 7 سبتمبر 2009، وهو الذي كان يشغل مديراً لتحرير موقع الإشتراكي نت وكان الموقع قد نشر في تلك الفترة صور لجرائم نظام علي عبدالله صالح التي اظهرت القصف الجوي الذي راح ضحيته مئات النساء والأطفال في صعدة خصوصاً مجزرة الطلح، وإستمر إختفائه شهور دونما أي معلومة والأمن اليمني ينكر أي دخل له في إختفائه!!
فجأة وبعد ثلاثة شهور من إختطافه الرئيس يعترف في جلسة مع قادة المشترك أن المقالح موجود مع الامن وسيقدم للمحاكمة؟ هكذا بكل إستهتار والرئيس يقولها دونما أن يخجل من نفسه بل لم يشاء ان يتنازل عن شرف الإعتراف بالفضيحة لوزير إعلامه اللوزي الذي ترك رداء الخجل والشرف منذ فتره طويلة وصار بوقً سيء الصيت يبرر للنظام جرائمه وإنهاكاته ليل نهار.

المقالح ظهر في حاله سيئة ويرثى لها وقال أنه تعرض للتعذيب وانه تمت له مراسم الإعدام مرتين ليثيروا فيه الرعب وظل تحت تهديد السلاح لاسابيع وآخيراً ها هو يقدم للمحاكة بتهمه علاقته بالحوثيين!
والسؤال الذي يجب أن يطرح، هل سيقدم خاطفية للمحاكمة أيضاً؟ هل سيقدم من أمر بإختطافه وعلى راسهم الرئيس علي عبدالله؟؟ مجرد سؤال!

لم اقدر أن اعبر عما بنفسي من ألم... حتى قرأت الاحد الماضي لفكري قاسم مقالاً جميلاً ساخراً ومحزن في ذات الوقت، يتحدث عن المقالح، إنتظرت حتى تم نشر المقال في موقع صحيفة حديث المدينة يوم أمس نظراً لان الصحيفة تؤخر رفع المادة الصحفية اياماً بعد طبع العدد.
المبكي في اليمن هو أن المقالات الساخرة يفترض ان تكون ساخره إلى حدً ما ولكن عندنا تكون مبكية لانها حقيقية بل اقل من الحقيقة...أدعكم مع ما قاله مدير تحرير حديث المدينة:

عودة محمد خميس !


 فگري قاسم
fekry19@hotmail.com
الأحد, 7 فبراير 2010 م


كنا نتباهى بأن نظام الرئيس صالح ليس دموياً ولايعرف الدم ، لكننا يوماً بعد آخر صرنا نكتشف – مع الأسف - أنه نظام بلا دم من أصله.
 ليلة الجمعة الفائتة بكيت بحرقة عليك ياصاحبي يامحمد المقالح . بكيت علينا جميعا وكرهت الرئيس الذي أحبه . كرهت رجال الرئيس وكرهت عمار محمد عبدالله صالح وكرهت جهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي وجهاز التلفاز الذي كسر رؤوسنا وهو يحدثنا عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان وعن دولة النظام و"القولون" وكنا نصدق ولو بالغصب لأننا نحب اليمن.
كنا نقول دائماً ، بكرة ستنفرج الأمور، فالذي يحكم البلد هو نظام يمني مننا فينا، يحزن ويتألم تماماً كما نحزن نحن ونتألم ، لكننا -مع الأسف- صرنا نشعر يوماً بعد آخر بـأن " هولاكو" يجلس في القصر الرئاسي ويذيق اليمنيين كل هذه المرارات دفعة واحدة ، وطالما استمرت حنفية حروب هذا النظام  مفتوحة على كل الأصعدة  لابد أننا سنتحدث عنه ذات يوم بوصفه نظام محرقة أكل اليمنيين طيلة ثلاثة عقود ولم يشبع بعد.
كنا نكذب على أنفسنا بأن اليمن بلد الجميع يامحمد ، لكنهم صادروا علينا حتى هذه الكذبة "الله يقلعهم" .
كنا نتعشم في نظام الرئيس صالح أن يشد حيله ويدخلنا – بحنكته – إلى مجلس التعاون الخليجي ، ووجدناه نظاماً محنكا فقط في إدخال الناس إلى السجون وإلى المصحات النفسية .. وانعم ياحمران العيون.
يا صاحبي يا باشراحيل.. سميرة توفيق تغني " دوروا لي عن حبيب" ونظام صنعاء كلما خاض حرباً يغني " دوروا لي عن غريم سهل نبطح أبوه" وكالعادة ما حيرهم إلا على الصحفيين والمدنيين لأنهم بلا قبيلة أو بندقية.
في مشاكلهم مع قادة الحراك في محافظات الجنوب مثلاً، احترموا علاقة المصاهرة مع طارق الفضلي ونبعوا لافوق الصحفي فؤاد راشد والسقلدي وشفيع العبد وأخيراً أنت يا صاحب الأيام، وإذا مالقيتش الغريم لقيت ابن عمه ، المهم ولايروحوا عطل.
وفي الحرب السادسة مع الحوثيين ، تركوا كل قادة الميدان المقاتلين  وهرولوا باتجاه الزميل  محمد المقالح وهات ياضرب "اعترف أنك غزال يا مقالح".
 في الحروب التي قبلها كان "الخيواني" عبدالكريم أقرب كسر عشري لعبدالملك الحوثي وفي الحرب القادمة لاسمح الله لن يمسكوا بالغريم الأصلي بالتأكيد، لذا ابشر يا"عبده الجندي" والله ماتحمى الطاسة إلا فوق رأسك.
 
في عام 1979 كان محمد خميس أيامها رجل أمن سادي يتلذذ بتعذيب الآخرين.. ذاكرة اليساريين تحديداً "تنكز" كلما ذكر أحدهم هذا الاسم,على أن نصف مجانين الشوارع هم ضحايا "خميس" وضحايا أمن الدولة في الجنوب سابقاً، والنصف الثاني أمن سياسي . أساءوا حتى إلى سمعة المجانين ،الله يجنن بهم ، قولوا آمين؟
كانت المرحلة قاسية والعمل الحزبي السري مجازفة احتملها اليمنيون طويلاً بحثاً عن حياة أفضل.
ذهب محمد خميس في حادثة اغتيال، وبعد حرب صيف 94م الملعونة اغتيل الحزب الاشتراكي أيضاً  وبقي نظام الرئيس صالح منفرداً يدور له عن غريم.
في البدء كان الشيوعيون هم غرماء صالح، ثم الناصريين ثم الجبهة الوطنية ثم الانفصاليون ثم الإخوان المسلمين ثم اللقاء المشترك ثم الحوثيين والحراك الجنوبي ثم القاعدة مؤخراً، ثم من بعد كل ذلك الطابور الطويل من الخصوم ، الصحفيون انضموا الى الزفة .
مسكين هذا الإنسان اليمني، نصف عمره يمشي هو يبحث عن عمل والنصف الثاني  يبعثره وهو يحاول إثبات ولائه الوطني ويحلف يمين وراء يمين :
 أقسم بالله ما أنا شيوعي
 أٌقسم بالله ما أنا ناصري
اقسم بالله ما أنا من الزمرة
 أٌقسم بالله ما أنا  من الطغمة
 أٌقسم بالله ما أنا  من الجبهة
 أٌقسم بالله ما أنا  إخواني
 أٌقسم بالله ما أنا  انفصالي
 أٌقسم بالله ما أنا  من الحراك
 اقسم بالله ما أنا حوثي
 أقسم بالله ما أنا من القاعدة
 أٌقسم بالله ما أنا دحباشي
 أٌقسم بالله ما أنا شمالي
 أٌقسم بالله ما أنا جنوبي
 أٌقسم بالله ما أنا  يمني، أنا صومالي، أنا كلب ابن كلب.... قتلتونا ياخلق الله!
كم جهد اليمني يجلس يحلف لكم!؟
بالتأكيد سيزعجهم هذا المقال.. وما فيش معي إلا أن أدق أبوها يمين من الآن "والله ما أنا فكري قاسم".
_____________

كان ذلك مقال قاسم ولا تعليق سوى أن أعرفكم بمحمد خميس الذي ذُكر في المقالة لان الكثير لا يعرفه، هو محمد خميس وكان رئيساً لجهاز الامن الوطني في اليمن الشمالي أي الجمهورية العربية اليمنية ووزير للداخلية أيضاً وعُرف ببطشه الشديد ومارس التعذيب والقتل والتصفية بشكل مروع، وكان نصيب الناصريين والإشتراكيين في الشمال منه اكثر من غيرهم، ولا يزال ذكر إسم خميس في حضره اي ناصري أو إشتراكي حتى اليوم تثيرالالم وتنكز كما قال قاسم! وعلى كل حال فنهايته كانت مثل حياته فقد تم تصفيته في فتره لاحقه في ظل حكم الرئيس الحالي علي عبدالله بإغتياله.
ولمعلومات اكثر عن خميس قم بزيارة هذا الرابط.

No comments: