الخبر بإختصار نزل منذ يومين على شبكة خليج عدن تحت عنوان "الشيخ طارق يرفع العلم الامريكي في منزله" بدون كثير من التفاصيل، ولاحقاً في اليوم التالي بتاريخ 3\2\2009 أعاد الموقع تعديل الخبر السابق ونشر الخبر تحت عنوان "الشيخ طارق وعدد من النشطاء يقفون تحية للعلم الامريكي..." وتم هذه المره تاكيد الخبر عن طريق إضافة الفيديو الذي تم تصويرة أثناء رفع العلم والوقوف تحية للنشيد الوطني الامريكي! كما يوضح الفيديو التالي على اليوتوب
ويوضح الفيديورفع العلم الامريكي بحضور الشيخ طارق وبعض مرافقيه في باحة منزلة والإستماع للنشيد الوطني الامريكي وينتهي الفلم بتحية من الشيخ طارق مع هتافات جنوبية تدعو للثورة.
ماذا الذي يحدث هنا! ولماذا الامر بهذه الغرابة وهذه الاهمية؟
أهم ما في الموضوع هو شخصية طارق الفضلي المثيرة للجدل سواء داخل او خارج الحراك السلمي الجنوبي، فهو لم يسلم من إنتقادات داخل الحراك نظراً لعلاقاته القديمة والوطيدة بالنظام في صنعاء ونظراًلانه محسوب على ما يمكن ان نسمية الصقور في الحراك الجنوبي، حيث أنه ورغم الزخم الكبير الذي مثله إنظامه للحراك الجنوبي فهو أيضاً من جر الحراك لمرحله اكثر تصلباً والبعض يقول أكثر عنفاً واقل دبلوماسية..
يبقى أهم نقطة اثارت الجدل هي ماضيه مع الجهاد الأفغاني وبالتالي محسوب على التيار الإسلامي وهو ما إستغله النظام لتوجيه تهمة إيواء القاعدة وتحالفهم مع الحراك الجنوبي بدليل وجود شخصية جهادية مؤثرة فيه وهو الشيخ طارق بتاريخه الجهادي، ولكن الرجل لم ينفك ينفي تلك التهمة ويؤيد النضال السلمي تارة ويهدد بحمل السلاح لتحرير الجنوب وفك الإرتباط بالقوة، وكانت له مقابلات صحفية عديدة أكد فيها أن يستنكر الإرهاب وهو ضد القاعدة ويعتبر نفسه إسلامي معتدل ومستعد للمحاكمة في اي وقت بتهمة علاقتة بالإرهاب او القاعدة إضافة لتاكيدة الدائم على قبوله العلاقة مع دول العالم الحر -أمريكا والإتحاد الاوربي تحديدياً- من أجل مصالح الجنوبيين.
وذلك بالتاكيد كان له تاثير خارجي وخصوصاً عند الامريكيين الذين رفضوا وشككوا دوماً بعلاقة الحراك الجنوبي بالقاعدة كما يردد النظام في صنعاء، ولكن بهذا الفيديو الذي أراد عبره كما يبدو أن ينهي هذا الجدال العقيم على الاقل في الصحافة اليمنية التي يحلو لها التذكير دوماً بتاريخه الجهادي، فعبر الفيديو يظهر جلياً ترحيبه بأي دعم امريكي يصب في صالح القضية الجنوبية وطبعاً هذا ينفى عنه تهمة القاعدة او الإرهاب!
لكن يبقى أن نتوقع تاثير مثل هكذا فيديو على الرجل، صحيح أن الحراك الجنوبي يرحب بأي ظغط خارجي بإعتبار حل القضية الجنوبية تستدعي هكذا تدخل لانها قضية بين دولتين هما جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية وليست داخلية مثل قضية الحوثيين، وليس هناك أي حرج من أي دعم خارجي ولو معنوي لان الحراك الجنوبي يعتبر الوضع القائم إحتلال وبالتالي سيستخدم كل الوسائل السلمية لفك الإرتباط.
رقم كل ذلك تبدو الطريقة المسرحية التي قام بها الشيخ للتاكيد على نفيه الإرهاب عن نفسه وعن الحراك الجنوبي ككل غير موفقة.
فهي ستستفز الكثيرين حتى من الجنوبيين الذين سيرون أنها ستسيء للحراك اكثر وتظهره اداه امريكية برغم أن الحراك منبعة الجنوبيين انفسهم وهم من فرضه على الواقع الإقليمي والدولي ايضاً، بإعتقادي كان يمكن للشيخ طارق ان يوصل رسالتة بصورة واضحية وقوية- وهو ما كنا جميعاً نطالب به- للعالم أجمع بنفى اي تهمة تتعلق بالقاعدة عن طريق مقابلة تلفزيونية وتصريح واضح ضد القاعدة ومستنكر لها دونما الحاجة لعمل مسرحي لتاكيد ذلك.
يبقى في الاخير أن ما قام به الشيخ طارق الفضلي سيضل مثار للجدل وستستغله جميع الاطرف حسب ما تريد سواء لصالح الشيخ او ضده، وسوف يزيد مزيداً من الجدل والتأويل حول شخصيته اكثر من أي وقت مضى.
سنعرف في المستقبل القريب ربما أن ما قام به الفضلي إما ينم عن دهاء سياسي خصوصاً إذا ما ثبت أن ما قام به هو عمل "منسق" وليس إرتجالي، أو سينم عن قصر نظر إستراتيجي لقضية الجنوب التي تحتاج لنفس طويل بطبيعة الحال.
No comments:
Post a Comment