Wednesday, August 10, 2011

زيد اخو عبيد

حلقة اليوم من مسلسل طاش 18 السعودي بعنوان "زيد اخو عبيد" كانت مميزة بتناولها موضوع البنوك التجارية والبنوك الإسلامية وما بينهما من جدار يفترض أن يكون، وهو موضوع الربا والفوائد على القروض.

أعتقد أن الحلقة حاولت تبسيط المعقد قدر الإمكان لتوصيل الرسالة لجميع المشاهدين، ولكن أعتقد ان ذلك سيكون أمر عسير في ظل الأمية الماحقة وليس الساحقة حتى فيما يخص موضوع العملات ومعايير الصرف الذي تناولتة الحلقة بنهايتها. وهذا بداء لي واضحاً حينما لم يفهم أبي ولا أمي كثير مما كان ناصر القصبي يشرحه ويحاول إيصاله للمشاهد، فشرحت لهم قدر الإمكان حتى وصلتهما الفكرة (أعتقد!). ربما كنت محظوظ لان هذا الموضوع أصلاً شكل عقدة بالنسبة لي منذ سنين وعمدت قبل حوالي سنة للقرأة المعمقة حول الموضوع حتى استوعبته.

موضوع الحلقة المهم فعلاً، فهو بإعتقادي سيثير ضجة كبيرة، بعدما توصل (كاتب الحلقة) لنتيجة مفادها بإختصار أن البنوك الإسلامية (في الحلقة يمثلها بنك عبيد) ما هي إلا تحايل بطرق ملتوية بإستغلال الدين للحصول على الأرباح بصورة اكبر من البنوك التجارية التقليدية (في الحلقة يمثلها بنك زيد)، وأن العميل في الحقيقة قد يدفع فوائد اكبر (او "نسبة ربح" حسبما تُفضل البنوك الإسلامية تسميتها) مما قد يدفعه للبنوك التقليدية، إضافة لفقدان الشفافية مع العميل في الأولى خلافاً للثانية!
أمر آخر طُرح بالحلقة (وهو العصي على الفهم) هو قضية إنتفاء الربا عن القروض البنكية بإعتبار أن النقود الورقية ليست بمقام الذهب او الفضة حتى يتم تطبيق مبداء المثل بالمثل الذي أتى بالحديث الشريف الذين يقول فيه "الذهب بالذهب والفضة بالفضة...الخ الحديث". بصراحة موضوع الحلقة أعجبني جداً والأجمل الطرح الجاد والعملي وليس النظري، وعموماً اعتقد أن التعقيبات على الحلقة ستكون كثيرة خصوصاً من الشيوخ الذين صاروا في موضع التشكيك مع فتاويهم بعد الحلقة ولهذا فالأمر ليس منتهي هنا وسيظل مفتوحاً لفترة طويلة للأخذ والرد.

أختتم التدوينة بقصة طريفة قالها لي ابي بعدما تناقشنا بموضوع الحلقة، قصة عصفت بأفكاري قليلاً. فموضوع علاقة المال بالإقتصاد والإنتاج والناس أمر معقد، فما الذي يسمح لأمريكا أن تطبع ما تشاء من المليارات بدون رصيد، وتشتري بها ما تشاء من كل العالم! ومع ذلك لا أحد يقدر أن يعترض!! الموضوع كله قائم على كلمة واحدة لا غير... "الثـقة" فقط!

عموماً القصة تقول:

أن رجل أمريكي سافر لإحدى الدول واراد المبيت بإحدى فنادق عاصمتها، فاوضح لموظف الإستقبال قبل أن يدفع، بأنه يحتفظ بحق إعادة االمبلغ المدفوع  إن لم تعجبة الغرفة فوافق الموظف وإستلم من الأمريكي النزيل مبلغ 100$ نظير إقامته ليلة واحدة وإنطلق النزيل ليطلع على الغرفة.

وبينما النزيل في طريقه للغرفة، أخذ موظف الإستقبال الـ 100$ ودفعها للمكوجي الذي يتعاقد معه الفندق نظير خدماته التي يقدمها لنزلاء الفندق من غسيل وكي للملابس.

ومباشرة بعدما إستلم المكوجي الـ 100$ وصل مندوب تاجر الجملة للمكوجي يطالبه بدفع فاتورة قيمتها 100$ نظير الصابون الذي إشتراه المكوجي بالآجل ودفع له المكوجي الـ 100 دولار ذاتها.

خلال هذا الوقت كان الأمريكي يتفقد غرفته بالمفندق. وبينما مندوب تاجر الجملة في طريق العودة للمحل قابل في طريقة أخته التي طلبت منه إعطائها مبلغ 100$ لظرف خاص بها، فقام شقيقها (المندوب) بإعطائها ورقة الـ100$ التي أخذها من المكوجي.

 أخذت أخته المبلغ وإنطلقت بإتجاة الفندق الذي فيه النزيل الأمريكي، وقامت بدفع دينها البالغ 100$ نظير إقامتها بالفنندق ليلتين قبل أسبوع مضى.

بعدها خرج الأمريكي وعلامات عدم الرضى بادية على وجهة وأبلغ موظف الإستقبال أن الغرفة لم تعجبه وانه سيتوجه لفندق آخر، فقام الموظف بآخذ الـ 100 $ ذاتها التي إستلمها من الفتاة وأعادها للأمريكي وإنصرف!

وتوته توته...وكملت الحدوتة ^_^

6 comments:

Anonymous said...

انا صراحة ماشفت الحلقة لأني أكون منشغله بأعمال البيت :)

لكنك شوقتني لأراها ، سأبحث عنها في النت

اما عن طاش ماطاش فهو نجح في كسر تابوه الشيوخ ولهذا القصبي انتقل للعيش في الامارات بعد تهديده بالاغتيال

أنا معجبة بشجاعة القصبي والسدحان في مجتمع شديد الانغلاق كالسعودية .

Thabet said...

الإعادة الساعة 3 الفجر بتوقيت مكة :)

واوافقك الرأي أن الأمر يحتاج لشجاعة (وحماية من فووووق) في مجتمع كالسعودية :)

Osan Boairan said...

بصراحة القصة حق ابوك حلوة جدا
بنسبة لطاش فانا لا اشاهدة لانه يسطح الامور و يكررها لدرجة الملل

Thabet said...

اوافقك أن طاش لانه غالباً ما يمون سطحي وساذج فعلاً، لكن احياناً يصادف أن يكون جاد فعلاً وقوي المضمون مثل هذه الحلقة.

عموماً يظل افضل بالنسبة لي من تهريج الكوميديا اليمنية!

أي مسلسل تنصح؟؟

Osan Boairan said...

و الا اي مسلسل بصراحة
لاني لا اشاهد الا الاخبار او الوثائقيات او البرامج زي خواطر و طول وقت على الانترنت ... يعني ما اقدر افيدك:)
بس بمقارنة بالمسلسلات اليمن صحيح كلامك

Thabet said...

شكراً أوسان :)