بقدر ما نعرف جميعاً عن حجم النهب والسلب الذي يتعرض له الجنوبيين في أرضهم وفي ثرواتهم وحتى رواتبهم التي لم تسلم من الفتح الإسلامي العظيم القادم من الشمال لأرض الجنوب الكافرة حسب توصيفهم وحسب فتاويهم التي أباحت لهم لهم كل ما يمكن لاياديهم المُلطخة بالدماء، بكل ذلك القدر مما نعرفه جميعاً عما لحق بالجنوب وما زال يلحق بأبنائه إلى اليوم، يضل لوقائع فردية من أشخاص بالغ الاثر في النفس للتدليل على غلو اؤلئك المتنفذين بقوه الإحتلال في نهب الجنوب بإعتباره غنيمة حرب لا اكثر ولا أقل، نعم سمونها وحدة .. وحدة الموت التي صادرت من الجنوبيين كل ما يملكون تحت راية الوحدة الملعونة.
تذكرت وأنا اقراء الكلمات البسيطة المعبرة -المنشورة صحيفة الشارع الصادرة يوم السبت الماضي- كلمات عناها ربان الجنوب الفنان عبود خواجة باوبريت إنتصر لاهله المنكوبين بكلمة حق يصدح بها في أغانية الثورية ضد نظام الإحتلال الشمالي الجاثم على الجنوب ، اوبريت "ارض الجنوب" حيث يقول الشاعر:
وحسـب فتـواكم تباح ... ارضي ودمي يستباح
فما تجي إلأ القـبـاح ... من ذي باخلاقـه مــعاق
دي ما لهم بالارض حق ... للفيد جو سووا فرق
واعلنو بدء الســبــق ... مع نظام الارتـــزاق
وانا الى الوحده سعيت ... ضحيت بارضي وارتضيت
وبعت انته واشتريت .... فيني وبثيت الشقاق
..
كلمات توصف الحال الذي صار إليه الجنوب من نهب منظم وقانوني من سلطات الإحتلال المنتصره، بالطبع فذلك من
حقها فتلك التصرفات من حق كل قوه مغتصبة تحتل أرض ليست أرضها، يبقى فقط أن يعرف العالم أن لنا الحق نفسه في مقاومتهم لإستعادة دولتنا التي قدمناها قرباناً للوحدة وصارت إحتلال بشع بفعل الحرب المعلنة من شارع السبعين في صنعاء على الجنوب.
في هذه المناسبة هناك نقطة لابد من إيضاحها خصوصاً لمن لا يعرفها سوء في الداخل أو الخارج بخصوص الاراضي العامة في الجنوب بالظبط في نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ذات النهج الإشتراكي التي لا تؤمن بالملكية الفردية وإنما الملكية العامة ولكل مواطن الحق في إمتلاك أرض تكفيه للسكن تقدمها له الدول مجاناً وتؤمم من يمتلك اكثر من ذلك، وبسبب هذا النهج الإشتراكي -الخاطىء طبعاً- تم مصادرة الغالبية الساحقة من أراضي الشعب والقبائل ووضعها تحت يد الدولة فيما يعرف بأراضي الدولة برغم أن جميع الاراضي لها ملاك شرعيون من مئات السنين فنحن لسنا شعب بلا أرض كما يصور النظام في صنعاء في توصيفه لتلك الاراضي، وعليه برغم وضع الدولة يدها على مجمل الارضي في الجنوب لكن المواطنين يعرفون أن الدولة كمن يأخذها أمانة لديها ستعود يوماً لهم، لانه لا يتم صرف أي ارضية إلا بالتساوي لكل ابناء الشعب إبتداءً من الرئيس وحتى الفلاح في المزرعة فهما سواء أمام الدولة والدليل هي الاراضي التي تملكتها قيادات الدولة الجنوبية منذ الإستقلال وحتى 1994م حيث لا نرى اكثر من منزل شخصي في اكثر الاحوال....!! نعم منزل وليس قصر من القصور التي صرنا نراها يمين ويسار في أيدي عصابة النظام هذه الايام.
وعليه فتلك الاراضي هي ملك الجنوبيين أولاً واخيراً وتم تـاميمها من الشعب لتعطى له بشكل متساوى حسب المبادىء الإشتراكية، ولكن الفتح الإسلامي القادم من الشمال إعتبر الاراضي ملكً له بإعتبارة وريث شرعي للدولة الجنوب وغنيمة إلهيه بإعتبارة المنتصر بعد الحرب دونما إعتبار أن هذه اراضي الجنوبيين أولاً واخيراً وليست أراضي الدولة ولا يحق لاحد التصرف بها كيفما شاء!!؟
ونتيجة لذلك ترعرعت حيتان بشريه لا تشبع من النهب لاراضي الجنوبيين بشكل خاص، حيتان اصيبت بخلل جيني جعلتها تقدر أن تعيش على البر وليس البحر الذي هو مكانها الطبيعي، لكن قائد النظام المحتل نسى منهم الحيتان فطلب من الشعب أن يذهبوا للبحر ويشربوا منه إن لم يعجهم ما يحصل وترك الحيتان الحقيقة ترعى ببستانه الفاسد!!!؟
الخبر في صحيفة الشارع -إنقر للتكبير
عودة لصحيفة الشارع المستقلة الصادرة من صنعاء -حتى لا نُتهم بالإستناد على صحف "إنفصالية حاقدة" على الوحدة وتصدر من عدن كما إتهموا الايام وحاصروها بكل بشاعة إلى يومنا هذا!!- وكما يبدو واضخاً في الصورة عن خبر إستدعاء النيابة لرئيس التحرير فيها لنشرها شكوى المظلومين من قبل احد تلك الحيتان البشرية.
المهم هو أن ذلك الحوت لو كان يعيش في نظام اليمن الجنوبي الإشتراكي -الذي لم يسمح للرئيس نفسه أن يفكر حتى تفكير في أخذ قطعة أرض غير التي يسمح له القانون بها إذا هو محتاج لسكن أصلاً أو فليكتفي بما لديه لو أن معه سكن اساساً- لحصل ذلك الحوت على نصيب 98.000 مواطن من القطع الارضية التي تُمنح لمن لا يملك قطعة أرضية للسكن!!!! نعم نعم ....نصيب ما يقارب المئة ألف نسمة ..نصيب مئة ألف عائلة فلكل عائلة قطعة أرض ولا تُعطي الاراضي لأشخاص مطلقاً وإنما لعائلة تحتاج لسكن، ولو إفترضنا أن متوسط عدد افراد العائلة هو خمسة كأقل تقدير برغم أن الاسرة اليمنية عموماً معروفة بخصوبتها وكثرة عدد أفرادها، إذاً هذا الحوت إبتلع نصيب نصف مليون مواطن لا يقلون عنه بشىء بل يزيدون عليه بأخلاقهم ونزاهتهم التي باعها ذلك الحوت للشيطان بعد وصوله مع الفاتحين لعدن بعد الحرب!!!! فكيف بالله يصبح نصيب حوت بشري في نظام يسمونه نظام ديمقراطي وحدوي يساوي نصيب نصف مليون جنوبي في نظام يسمونه شمولي؟؟
في الاخير سلام للشرفاء الذين خرجوا ليموتوا بصدور عارية ليرفعوا كلمة الحق ضد نظام الإحتلال، نظام لا يرى في الجنوب سوى غنيمة حرب لا أكثر ولا أقل. فلا يتوهم أحد أن تتغير تلك السياسة ولو جاء عشرة رؤساء آخرون، فالجنوب خسر الحرب والشمال إنتصر فيها وتلك هي قواعد اللعبة يا أولي الالباب لعلكم تعلمون
أملنا في جماهير شعبنا الاحرار التي خرجت لتقول للعالم أن الارض صارت تتكلم جنوبي ..جنوبي ...جنوبي
No comments:
Post a Comment