الوقت صار ضيق للغاية بعد عودة الدراسة الجامعية في عدن -يا رب على طول!- ولم يعد لدي من وقت لكتابة عدة مواضيع تنحشر في رأسي وتستحق الحديث عنها اليوم وليس الغد ولكن انا عاجز. وانا هنا اليوم اريد التنوية سريعاً لصحيفة جديدة إنطلقت على الساحة الصحفية في عدن وهي صحيفة "وفاق" وتصدر عن مركز وفاق للإعلام والتنمية في عدن.
وفاق.. مولود جديد في سماء الإعلام الجنوبي
الصحيفة محسوبة على خط الحراك الجنوبي وتمثل إضافة للإعلام الجنوبي لتلتحق بمن سبقها على طريق النضال في الجنوب.إن "وفاق" صحيفة أسبوعية ولكنها سياستها التحريرية هي الإضافة الجميلة للحراك الجنوبي، حيث أنها لا تتناول الأخبار بل تمتاز بالمقالات السياسية المتميزة لكثير من الأقلام المشهود لها. رغم ذلك فالمضايقات ضد المجلة قد إنطلقت من قبل السلطات من مصادرة لبعض أعدادها رغم عمرها الذي يبلغ 5 اعداد فقط!
عمرها لم يتجاوز الشهرين حتى الآن، وحسبما فهمت من أوساط الحراك فالصحيفة تهدف لتكون في الوسط بعيداً عن التطرف يميمناً او يساراً وهو الأمر الذي بداء لي واضحاً بعد متابعة الأعداد الثلاثة الأخيرة، إنها تمثل "الخط العاقل" في الحراك الجنوبي حسب تعبير أحدهم.
هي إذاَ دعوة للجميع لضم وفاق لرُزمانة الصحف التي تتابعوها، وتحية لقيادتها الصحفية وهم: أحمد حرمل، شفيع العبد ومشعل الخبجي.
د. كينيث كلارك (1914-2005) هو عالم نفساني قام بتجربة شهيرة تُعرف بإسمة هي تجربة "دمية كلارك" عام 1939. التجربة قائمة على إحضار اطفال سود بين سن الساددسة والعاشرة ووضع دميتان احدهما بيضاء والاخرى سوداء امامهم وطرح أسئلة محددة على الاطفال وبالترتيب التالي:
س1- ما هي الدمية المفضلة أو التي تحب ان تلعب معها؟
س2- ما هي الدمية اللطيفة أو الجميلة؟
س3- ما هي الدمية التي تبدو شريرة؟
س4- ما هي الدمية التي تبدو كطفل أبيض؟
س5- ما هي الدمية التي تبدو كطفل ملون؟
س6- ما هي الدمية التي تبدو كطفل زنجي؟
س7- ما هي الدمية التي تشبهك؟
وللمعلومية فقد كان مصطلح ملون وزنجي يستخدم للدلالة على ذوي البشرة السوداء حينها في ذلك الوقت.
المؤلم بالتجربة هو آخر سؤال، حيث انه حين يُطرح السؤال الاخير على الاطفال يكون معظمهم قد إختاروا الدمية السوداء على انها الدمية الشريرة في السؤال الثالث.. بل أنه في عام 1950 قام 46% من الاطفال بإختيار الدمية البيضة للإجابة على السؤال الأخير، وفي التجربة الاولى كان الكثير من الأطفال يرفضون إختيار أي دمية او ينهار بعضهم ويجهش بالبكاء ويهربون.
د. كينيث كلارك
د. كلارك اراد إثبات ان التفرقة العرقية بالمدارس تجعل الأطفال يختارون الدمية البيضاء بإعتبارها الدمية اللطيفة او الجميلة. فيي عام 1950 وبتجربة شارك فيها 300 طفل من مختلف الولايات الأمريكية، إختار 63% من الأطفال الدمية البيضاء بإعتبارها الدمية اللطيفة.
بعض النقد الموجة ضد التجربة، هو أنه حتى بعد سنوات من إلغاء التمييز العنصري في أمريكا وعند إعادة التجربة ما زال الكثير من الأطفال يختارون الدمية البيضاء بإعتبارها هي الجميلة.
رغم ذلك ساهمت هذه التجربة في إقناع المحكمة العلياء الأمريكية أن التفرقة القائمة على العرق واللون في أمريكا ضد القانون عام 1954 كاحد الخطوات المبكرة لإلغاء العنصرية بشكل عام في الستينات لاحقاً.
التجربة مؤثرة ومؤلمة كما اسلفت خصوصاً عندما يُسأل الأطفال عن ما هي الدمية التي تشبههم، ففي الفيديو التالي تكرار للتجربة ذاتها، سترى الحيرة والخجل على وجوه الأطفال عند طرح السؤال الأخير.. فالطفلة في آخر الفيديو تجيب قائلة: تلك الدمية -تشير للسوداء- وتتمتم بصوت منخفض بعدها "الشريرة"..حقاً مؤلم مشاهدة تلك المشاعر على وجهها.
يتبقى فقط أن اشير أن د.كينيث كلارك يعتبر أحد اهم العلماء النفسيين في امريكيا وهو شخصية مرموقة وله إسهامات في العمل التطوعي مثل مؤسسة هاريو التي أسسها مع زوجتة وناشط في حركة الحقوق المدنية التي قامت بعد جهد طويل ومثابرة بإلغاء التمييز العنصري. وكلارك ايضاً أول امريكي من اصول افريقية يحصل على الدكتوراة في علم النفس من جامعة كولومبيا، ولاحقاً كان أول اسود يرأس رأبطة علماء النفس الأمريكيين.