في بلادي صار الموت عادة و أخشى أن يصبح عبادة.
لا أعرف قائل تلك العبارة، لكن في بلادي قد اصبح عبادة منذ زمن طويل. لا أعرف متى بدأت هذه العادة الوثنية، فقد خُلقت بهذا العالم وجميع الطوائف في بلادي تعبدها.
ا |
لكن عندما نُسلب إنسان مثل محمد عبدالملك المتوكل فالقلوب لا تقدر على الإحتمال.. أحب هذا الرجل ومواقفه وافكاره ونشرت له في مدونتي منذ خمس سنوات مقالين عن القضية الجنوبية.(هنا وهنا)
لا استطيع التعبير عن حزني العميق... عندما قرأت خبر إغتياله..صادفت هذه الصورة للمتوكل... تأملتها لدقائق عديدة .. يا الله كم من الحب والنور والإنسانية تشع من وجهه.. أي شيطان يستطيع أن يقتل هذا الملاك!!
بصراحة كلماتي تخونني.. وقرأت الكثير من النعي لذكراه..وتقفت عند ما كتبته الصحفي جمال جبران.. لقد نطق بما لم أستطع أن اعبر عنه... كتب جبران:
لو كان الرجل الذي سار خلف الدكتور محمّد المتوكل توقف قليلاً وتحدّث معه لما كان أطلق الرصاصات الأربع التي استقرت في جسد الشهيد. لو كان حكى معه قليلاً لاكتشف أن هذا الرجل الشائب لايستحق القتل. لايستحق أربع رصاصات استقرت في أماكن متفرقة من جسده . اثنتان منها في الظهر وواحدة في الرقبة. كما أنه لم يكن بحاجة لكل هذه الرصاصات كي تُنهي حياته. من أصدروا أوامرهم للقاتل لم يخبروه أن أربع رصاصات كثيرة. واحدة كانت تكفي. ذلك الجسد النحيل كان سيكتفي برصاصة واحدة. لكنّ روحه لا تكفيها كل رصاصات الدنيا. مثل هذه الأرواح النبيلة ترفض أن تموت. مخلوقة كي تقاوم الموت والفناء وباقية فينا .
الرحمة لروحك الطاهرة..