قبل الكتابة اريد التنوية إنني لا انوي التهكم من حيث المبداء حتى وإن بداء في كلامي ما يوحي بذلك، انا ايضاً لست امارس رقابة ذاتية هنا إنما مجرد تذكير مسبق لان الكثير يريد ان يبني الفكرة التي يريد وليس ما يكتبه الكاتب..!
بعد قرأة الخبر التالي الذي هو إمتداد للقضية الذي كانت مسرحها الكويت ولندن بعد التلفظ بما لا يليق بحق السيدة عائشة رضى الله عنها، أعترف ان شعوراً بالراحة قد تملكني لانني لن انزعج اكثر بقرأة اخبار القضية، لكن يرافقه شعور بغيض تجاة الاساليب التي يتبعها المسلمون سنة وشيعة في تعاملهم مع بعضهم او مع بقية البشر من اديان وملل اخرى.
انا لست بشخص ديني اي لست "مطوع" حسب المصطلح المحلي، ولهذا انا لا اهتم بأي جدال ديني يظهر للسطح. كأن يثور الناس على رسام في هولندا وعلى قس في امريكا وعلى صحيفة في الدنمارك وتقوم الدنيا ولا تقعد وهكذا دواليك يظهر المسلمين كالقطعان التي لا يثيرها شي آخر مثل أن شعوبها يحكمها ديناصورات تبطش بهم وتغتصب رجالهم قبل نسائهم؟
لو ان لدينا غضب على الفقر والجهل والتخلف والظلم والطغيان والقمع وغضب ندافع به عن حقنا بحياة كريمة مع تعليم وصحة وثقافة وبحث علمي وامان وحرية وديمقراطية وبنية تحتية وعدالة ونظام مؤسسات ودولة تخدمنا وليس دولة نخدمها لما رايت مثل هذا الغضب الغير مفهوم تجاة اي شخص يقول ما يقول وبفعل ما يفعل دونما ان يكترث له اكثر من مليار مسلم وبجعلونه مركز إهتمامهم الاوحد والاعظم!؟
نعم يحق لكل شخص ان يغضب لما يراه مسً بدينه، ولكن اوليس ما يعانيه اصحاب هذا الغضب في بلدانهم اولى أن يغضبوا الف مره عليه؟ اولا يبدو أن بوصلة الغضب والتفكير الجماعي للمجتمعات المسلمة بغالبيتها -إلا من تحررت من طغيان تخلف افكارها اولاً- قد إختلت بشكل مخيف؟ بالله اي تفكير منطقي يجعلني اقبل أن تثور الناس وتغضب لاجل عزة في عدن على سبيل المثال عند حرب إسرائيل عليها وبعدها باشهر يحدث هنا باليمن أن حوصر مئات الالاف من البشر لاسابيع وتم قصف قراهم ولا ترى اي غضب على ذلك ولو على المستوى المحلي ذاته -اي عدن- فعن اي غضب ومشاعر دينيه يتكلمون؟
انا اؤوكد هنا على نقطة مهمة وهي ان نقدي موجة للوعي الجماعي وليس الفردي للغب الجماعي وليس الفردي، فنعم من غضب لعائشة قد يكون غضب لغزة وللمعذبين في السجون وللإحتلال وللظلم وللفقر وللجهل الذي يراه في مجتمعه، ولكن هذا لا يكتمل لولم يكن الوعي المجتمعي بذات القدر من التفكير المنطقي ايضاً.
انا اقبل ان ارى غضب الشارع على رسام يسئ للرسول إذا ما رايت ذلك الشارع ذاته يغضب لقتل مواطن على ايدي الامن الحامي لانظمتنا الساحقة لشعوبها ولطموح ابنائها. ليس الامر مقارنة بين الرسول واي شخص أنما هو تحيقي لمبداء الغضب على كل مه مرفوض دينياً واخلاقيا.
وصل بنا السخف أن نشد الاحزمة في كل مكان لان احدهم سب صحابي وكانما مصيرنا ومصير حالة السلم الإجتماعي صارت من الهشاشة مربوطة بكلام وافعال شخص واحد!!
انا لا اقبل النفاق المجتمعي والوعي الذي يسير غضبهم حسب اهواء ما يريده الساسة او منافقين يسمون انفسهم شيوخ دين اصبحوا يحتكون تفسير الدين كما فعلت الكنيسة في القرون الوسطى في اوروبا! نعم اصبح الامر مثل صنبور ماء يستخدم للتنفيس لا اكثر ولا اقل.
ختماً انا اتطلع لغضب متوازن، لا ينطلق إلا بعدما تنعدم الخيارات كافة والاهم أن ينطلق عند كل الظروف التي تستدعي مننا الغضب الأخلاقي قبل ان يكون دينياً او إنسانياً وليس غضب منافقين يُستدعى في اوقات ويصمت في اوقات نحن بامس الحاجة له.