بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستهديه و نصلي و نسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم ,,,,,,,
وبعد
يا أبناء الشعب الجنوبي الصامد في كل مكان :
تلقينا خطاب فخامة الرئيس علي سالم البيض كما تلقيتموه أنتم بالترحيب و قد وجدنا فيه اعتذاراً للشعب الجنوبي عن فترة حكم الجبهة القومية و الحزب الاشتراكي للبلاد . فنقول و بالله التوفيق تعزيزاً لعهد التسامح و التصالح الجنوبي إننا بالأصالة عن أنفسنا و بالنيابة عمن يلينا من قومنا نحييكم على شجاعتكم و نقبل اعتذاركم عملاُ بقولة تعالى (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) فالدية عند الكرام الاعتذار و الشعب الجنوبي هو أكرم الناس على الأرض بمشيئة الله .
و نسأل الله أن يصدق فيكم قوله تعالى (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))
و نثني على دعوة الرئيس علي سالم البيض بدعوته للشعب الشمالي بضرورة الحراك السلمي أسوة بالشعب الجنوبي فنظم صوتنا إلى صوته و نقول لهم إذا كنتم حريصين على وحدة صحيحة و سليمة تكون فيها كرامة الشعبيين محمية من الفاسدين و اللصوص الذين تسلطوا علينا فثوروا مع الشعب الجنوبي ثورة ً سلمية تحقق بها مطالب الشعبيين الشقيقين في الحرية . فإن كنتم لا تستطيعون القيام بما أوجبه الله عليكم من كلمة حقٍ عند سلطانكم الجائر فلا تلزمونا بأن نقبل جوره و ظلمه على بلادنا و على شعبنا فإننا مسئولون أمام الله عن حاضرهم و عن مستقبل الأجيال القادمة من الشعب الجنوبي .
و ندعوكم إلى اعتزال الفتنة التي يجرنا إليها نظام صنعاء فلا تكونوا عوناً له بظلمة على الحق الذي نسعى إلى إقراره فتأثموا .
يا أبناء الشعب الجنوبي الصابر :
إننا على دين محمد صلى الله عليه و على آله وسلم و لذلك فإننا ملزمون بأن نخاطب نظام صنعاء و ندعوه إلى كلمة سواء بيننا و بينه نحفظ بها دماء الناس و أموالهم و نحقق أهداف شعبنا العظيم و كيف لا نخاطبه و قد امرنا الله بخطاب من خالفنا بالدين حيث قال الله تعالى (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )).
فنقول و بالله التوفيق لنظام صنعاء المتمثل بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح إن الشعب الجنوبي مستعدٌ للحوار معك ليس تحت سقف الوحدة الوهمية التي حولتها بيديك إلى احتلالٍ مقيت اهلك الحرث و النسل . و إنما تحت سقف أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئاً و نعمل بما أمرنا به و ننتهي عما نهانا عنه . هذا هو سقف الشعب الجنوبي للحوار فعليك أن تسمع لصوت العقل و الحكمة فإنا نراك و الله على باطلٍ بيِّن .
و نقول لنظام صنعاء و الله لن ينفعك حدك و حديدك و أسلحتك التي أكثرت استعراضها أمام إرادة الشعب الجنوبي الباسل و نحن على يقين أن الجيش الذي لا تثق فيه أنت بوضعك واقياً للرصاص خوفاً منه , هو كذلك لا يثق فيك ولا بقراراتك ولن يكون نصيراً لك على إرادة الشعب .
و نقول لنظام صنعاء إن كنت لا تعلم من هو الشعب الجنوب فتلك مصيبةٌ و إن كنت تعلم فالمصيبة أكبر . لذلك فإننا ننصحك بأن تقرأ التاريخ الذي كتبه أجدادك فتتعلم من أسلافك كيف كانوا يروننا فتعتبر. بدلاً من أن تكون أنت ومن والاك عبرةً لمن يعتبر . ثم لا ينفعك الندم أن ندمت . فلا تكثر التهديد فنحن قومٌ لا نهدد لأننا قومٌ لا نخاف غلا الله فو الله ما خلقنا لنموت حتف أنفسنا و إنما لنقتل في سبيل إحقاق الحق و تحقيق آمال شعبنا العظيم .
يا أبناء الأمة العربية و الإسلامية الكرام :
إننا نطالب بحقنا في الحياة الحرة الكريمة و انتم تعلمون و الأشقاء في الخليج يعلمون أكثر , ما نحن فيه من ظلمٍ و جور فهم من تحملنا على مدى الأربعين عاماً الماضية .
فتحملوا نزوحنا من الجنوب بسبب المد الشيوعي الماركسي و تحمل الأفواج النازحة المشردة قسراً من ظلم نظام صنعاء الذين استخدموا المذهب الزيدي مطيةُ لإقصاء الآخرين فسيطروا على مقدرات البلاد و استفردوا بالحكم و الثروة و منعوها عن الشعبين الجنوبي و الشمالي . لذلك فإننا نرجو كل الدول العربية و الإسلامية و في مقدمتهم رأس الأمة العربية و الإسلامية خادم الحرمين الشريفين بحق الله عليكم إلا تدخلتم عند نظام صنعاء ليثوب إلى رشده و يعطي كل ذي حقٍ حقه و يترك لنا أرضنا .
يا أبناء الشعب الجنوبي الحر :
باسمكم نؤكد ما قاله فخامة الرئيس علي سالم البيض للعالم في خطابه التاريخي يوم أمس الموافق 21 مايو 2009 بمناسبة فك الارتباط إننا كنا دولة معترف بها و كنا عضواً فاعلاً في منظمة الأمم المتحدة و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي
و قد دخلنا في اتفاقيات مع الجمهورية العربية اليمنية للوحدة الاندماجية بين الدولتين في 22 مايو 1990 فغدر بنا و أعطيناه فرصةً أخرى بعد وساطة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله بوثيقة العهد و الاتفاق ولكنه غدر بنا مرةً أخرى و شن حربه الظالمة على أرضنا و احتلها , فعليكم التدخل لدى نظام صنعاء ليغادر أرضنا .
و نقول للأمم المتحدة إن عليها أن تقوم بواجبها الإنساني للأشراف على إجراءات فك الارتباط بطريقة سلمية كما حدث بين جمهوريتي التشيك و السولفاك و أن لا تنتظر الدماء لتسيل و أعمال التطهير العرقي التي ينوي نظام صنعاء القيام بها أسوةً بما حصل في يوغسلافيا السابقة التي لم تقبل صربيا فك الارتباط السلمي إلا بعد المجازر الدموية و التي تنبه لها العالم بعد أن ارتوت الأرض من الدماء فتدخل لفك الارتباط .
فنقول للعالم كيف قبلتم فك الارتباط بين التشيك و السولفاك بعد وحدة دامت أكثر من خمسين عاماً و كيف قبلتم فك الارتباط بين جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي كذلك بعد أكثر من خمسين عاماً و ترفضون حقنا في تقرير مصيرنا و فك الارتباط لوحدةٍ لم تستمر أكثر من عام بشكل طوعي , و بعدها تحولت إلى غدر و مؤامرات للسيطرة , ثم إلى احتلالٍ بالقوة العسكرية .
إننا إذ نناشدكم الآن فإننا نحملكم المسؤولية الأخلاقية إلى جانب نظام صنعاء فيما قد يحدث إذا أستمر نظام صنعاء في مواجهة ثورتنا السلمية بأسلحته الفتاكة و استمر في قتل الأبرياء العزٍل .
و نقول للأشقاء العرب و للعالم إننا نضمن لكم باسم الشعب الجنوبي كل العهود و المواثيق التي تخدم شعبنا الجنوبي و شعوبكم و التي وقعتها سلطة الاحتلال معكم أبان سنوات الاحتلال .
يا أبناء الشعب الجنوبي الصابر :
ولا نجد فرصةً إلا و نناشد أبنائنا و إخوتنا المغرر بهم الذين مازالوا يعتقدون بأن الوضع القائم هو وضع وحدة سوية لا تشوبها شائبة . فعليكم أن تكونوا إلى جانب شعبكم و إلى جانب ضمائركم و لكم في الصحابي الجليل سعد بن عباده رضي الله عنه أسوةٌ حسنة عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنت يا سعد ما تقول فيما يقول قومك قال : يا رسول الله إنما أنا أمرؤٌ من قومي وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى , و أنتم تعرفون نظام صنعاء و ما قام به و يقوم به من الكذب للسيطرة على البلاد . فهذا هو ديننا و هذه سنة نبيا صلى اله عليه وسلم فأتبعوها ولا تتبعوا سنة علماء السلطان الذين قد أكثروا من غيهم و زورهم في هذه الأيام بتناغمٍ عجيب مع نظام صنعاء , لا نقول فيهم إلا حسبنا الله و نعم الوكيل عليهم.
على أننا نعلم أن منكم من يخاف أن يعود إلى الحق و إلى الصراط القويم و إلى قومه و إلى الصف الجنوبي خوفاً مما جنت يداه في حق الشعب الجنوبي أيام كان شريكاً في حكم الجنوب كجزء من السلطة آن ذاك فنقول له قد محا التسامح و التصالح كل الضغائن و التائب من الذنب كمن لا ذنب له , كان الذنب كبيراً أو صغيراً , و الشعب الجنوبي على هدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم الذي قال لمن ظلمه : لا تثريب عليكم اذهبوا فأنتم الطلقاء . فكان منهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ذالك الدين الذي حاربوه يوماً . و نحسبكم على سنتهم واثقون أن منكم من سيضحي لأجل إحقاق الحق و حرية الشعب الجنوبي و كرامته .
و ختاما نقول ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الظالمين . ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به و اعف عنا و أغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين , اللهم أنت عضدنا و أنت نصيرنا بك نصول وبك نجول وبك نقاتل , ربنا أننا مغلوبون فأنتصر ربنا و ارحم موتانا و موتى المسلمين , ربنا و اجعل قبور شهدائنا السابقين و اللاحقين فسحاً من فسح الجنة , ربنا أنت من خلقنا أحراراً و أنت من خلقنا أنصاراً للحق و أنت من خلقنا لا نخاف فيك لومة لائم فثبت أقدامنا إن لقينا عدوك و عدونا وخذنا مقبلين غير مدبرين .
و آخر دعوانا أن الحم لله رب العالمين .
المكتب الإعلامي
لمكاتب يافع العشرة
الجمعة 27 من جمادي الأولى 1430
الموافق 22 مايو 2009