الحراك السلمي الجنوبي يدخل مرحلة جديدة ولا شك، مرحلة تنقله ليوضع في واجهة الاحداث المتسارعة في الجنوب، تراب الجنوب اليمني الذي يبدو انه على نار تتزايد إتساعها يوماً بعد يوم.
منذ أن إنطلقت المظاهرة الأولى لتكسرالحاجز الاخير لدى الجنوبيين حاجز الخوف من كل ما تم ترتيبه للجنوب والوحدة اليمنية بعد الحرب الأهلية في 1994، ليتنهي الامر بحكم الواقع و"الممارسة" الى خاسر وهو الجنوب ومنتصر وهو الشمال ضمن نطاق الارض التي تم توحيدها طوعيا وربما "كارثيا" إلى ما يعرف اليوم بالجمهورية اليمنية.
كانت الوحدة الإندماجية بتلك الطريقة خطاء إستراتيجي بحد ذاته والجميع متفق على ذلك، لكن الغريب في الأمر هو الموقف من هذه الاندماجية بين اليوم والأمس!
حيث كان القادة في الجمهورية العربية اليمنية يفضلون ويقترحون على القادة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن لا تكون إندماجية وإنما فيدرالية أو كونفدرالية بسبب الإختلاف بين الشمال والجنوب من الناحية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهو ما لم يتم بطبيعة الحال، لكن اليوم يقف النظام -الذي هو بالإصل إمتداد لقيادات الجمهورية العربية اليمنية بسبب ما حصل من تهميش للجنوبيين بعد حرب صيف 94 - مع تلك الوحدة بقوة ويرفض دعوات الإصلاح ومنها الفيدرالية.
الدعوات للإصلاح كانت شعارات التضاهرات الكبيرة والمستمرة منذ 7/7/2007 عندما بدأت أولى المظاهرات وظهر معها الحراك السلمي الجنوبي، قام النظام بالقمع العنيف للمظاهرات ورفض كل دعوات المتظاهرين لوقف كل ما يتم على أرض الجنوب واليمن للمواطن الجنوبي أولا ثم أرضة ثانياً.
سقط العديد من القتلى في تلك الظاهرات على ايدي الامن وتجاوزا ال15 شهيداً، لكن وكما حال كل الإنظمة القمعية الفاسدة بالعالم لاتقدم على خطوة إلا وقد تم تجاوزها من الطرف الأخر بأشواط.
ففي 27/4/2008 تم تنظيم مظاهرة كبرى للحراك السلمي الجنوبي في أبين بذكرى إعلان الحرب في صنعاء ضد الجنوب عام 1994 وذلك برعاية أحدث المنظمين للحراك وهو الشيخ طارق الفضلي الذي نفض يديه عن تاريخه القديم والعميق مع النظام حيث كان من أبرز من وقف وحارب مع الحكومة ضد الجنوبيين في حرب 1994 حينما حارب كثير من الجنوبيين أنذاك بعظهم البعض -ولهذا تسميها المصادر المحايدة "حرب 1994 الأهلية في اليمن" ولا تسميها حرب الإنفصال وهو الاسم التى تتغى به السلطة ليل نهار-.
حيث أن بعضهم وقف مع القادة الجنوبيين في عدن -الذين دخالوا الوحدة طوعاً وارادوا الخروج منها ولكن لم يكن سهلاً كان دخولها- والبعض الأخر وقف مع القادة الشماليين مع الرئيس والنظام في صنعاء.
نقطة التحول الكبرى كان في كلام الفضلي وما تم الدعوة اليه في البيان الختاامي لمكونات الحراك السلمي الجنوبي، حيث تم الإعلان بكلمات واضحة بأن مطالب الجنوبيين هي الإسـتـقـلال والإنـفـصـال عن اليمن وعودة دولة الجنوب السابقة وطرد الإحـتـلال الشمالي للجنوب وتطبيق قرارات مجلس الأمن رقمي 931 و 924 بالطرق السلمية.
إذاً لم يعد إصلاح ما تم في 1994 أو غيرها من الشعارات السابقة هي المطالب بل إنه الإستقلال. وكان مما قال الفضلي في خطابه أن الرئيس الحالي علي عبدالله صالح عليه أن يدرك أن النصر الذي تم في 1994 حققه له ابناء الجنوب ،لأن الكثير من الجنوبيين كانوا يتأملون خيراً من الوحدة-وهو منهم شأنه شأن الكثيرون غيره- ووقفوا ليحاربوا مع الرئيس ولكن أثبتت الأيام أن الحرب كانت إحتلال "عملي" وإن كان غير معلن لنهب الجنوب وإعتبار الجنوبيين مجرد مواطنيين ملحقين بالشمال عملاً بالمقوله الشهيرة عوده الفرع للاصل التي قالها حسين الأحمر، الفضلي الذي تمنى ايضاً بمنطق الندم قائلاً "لاسباب نسأل الله تعالى أن لا يعيدها ولكن اليوم غير الأمس.. والغد أفضل وكل وقتنا اليوم هو للنضال جنباً إلى جنب جتى يرحل الإحتلال.
خيار الوحدة والإنفصال طار يطرح وبقوه غير معهودة منذ 1994 وتتناقل الكثير من الفضائيات والمطبوعات أخبار الدعوات الإنفصالية الجادة والإحتجات العنيفة والإشتباكات مع قوات الامن، لكن النظام كعادتة يقول أن لا سبب لدعو المتظاهرين للتظاهر أصلاً؟
أخيراً ربما بدأت صنعاء تكتوي بلهيب الجنوب وإعترف صالح ببعض الأخطاء ولكن إشترط إصلاحها ضمن الوحدة ولكن الحراك قد مضى أشواطاً بعيده من ذلك وليس هو الحراك الذي كان قبل ثلاث سنوات.
يجب على الاطراف كافة تجنب الدم ولكن معارك ردفان قد إنطلقت منذ ايام ولا يبدو أنها تنتهي عما قريب، ومهما كانت أسبابها لكن اعبرة تقول عندما ينطلق صوت المدفع فكل الأصوات الأخرى تخفت دونما أي شك.
منذ أن إنطلقت المظاهرة الأولى لتكسرالحاجز الاخير لدى الجنوبيين حاجز الخوف من كل ما تم ترتيبه للجنوب والوحدة اليمنية بعد الحرب الأهلية في 1994، ليتنهي الامر بحكم الواقع و"الممارسة" الى خاسر وهو الجنوب ومنتصر وهو الشمال ضمن نطاق الارض التي تم توحيدها طوعيا وربما "كارثيا" إلى ما يعرف اليوم بالجمهورية اليمنية.
كانت الوحدة الإندماجية بتلك الطريقة خطاء إستراتيجي بحد ذاته والجميع متفق على ذلك، لكن الغريب في الأمر هو الموقف من هذه الاندماجية بين اليوم والأمس!
حيث كان القادة في الجمهورية العربية اليمنية يفضلون ويقترحون على القادة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن لا تكون إندماجية وإنما فيدرالية أو كونفدرالية بسبب الإختلاف بين الشمال والجنوب من الناحية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهو ما لم يتم بطبيعة الحال، لكن اليوم يقف النظام -الذي هو بالإصل إمتداد لقيادات الجمهورية العربية اليمنية بسبب ما حصل من تهميش للجنوبيين بعد حرب صيف 94 - مع تلك الوحدة بقوة ويرفض دعوات الإصلاح ومنها الفيدرالية.
الدعوات للإصلاح كانت شعارات التضاهرات الكبيرة والمستمرة منذ 7/7/2007 عندما بدأت أولى المظاهرات وظهر معها الحراك السلمي الجنوبي، قام النظام بالقمع العنيف للمظاهرات ورفض كل دعوات المتظاهرين لوقف كل ما يتم على أرض الجنوب واليمن للمواطن الجنوبي أولا ثم أرضة ثانياً.
سقط العديد من القتلى في تلك الظاهرات على ايدي الامن وتجاوزا ال15 شهيداً، لكن وكما حال كل الإنظمة القمعية الفاسدة بالعالم لاتقدم على خطوة إلا وقد تم تجاوزها من الطرف الأخر بأشواط.
ففي 27/4/2008 تم تنظيم مظاهرة كبرى للحراك السلمي الجنوبي في أبين بذكرى إعلان الحرب في صنعاء ضد الجنوب عام 1994 وذلك برعاية أحدث المنظمين للحراك وهو الشيخ طارق الفضلي الذي نفض يديه عن تاريخه القديم والعميق مع النظام حيث كان من أبرز من وقف وحارب مع الحكومة ضد الجنوبيين في حرب 1994 حينما حارب كثير من الجنوبيين أنذاك بعظهم البعض -ولهذا تسميها المصادر المحايدة "حرب 1994 الأهلية في اليمن" ولا تسميها حرب الإنفصال وهو الاسم التى تتغى به السلطة ليل نهار-.
حيث أن بعضهم وقف مع القادة الجنوبيين في عدن -الذين دخالوا الوحدة طوعاً وارادوا الخروج منها ولكن لم يكن سهلاً كان دخولها- والبعض الأخر وقف مع القادة الشماليين مع الرئيس والنظام في صنعاء.
نقطة التحول الكبرى كان في كلام الفضلي وما تم الدعوة اليه في البيان الختاامي لمكونات الحراك السلمي الجنوبي، حيث تم الإعلان بكلمات واضحة بأن مطالب الجنوبيين هي الإسـتـقـلال والإنـفـصـال عن اليمن وعودة دولة الجنوب السابقة وطرد الإحـتـلال الشمالي للجنوب وتطبيق قرارات مجلس الأمن رقمي 931 و 924 بالطرق السلمية.
المتظاهرين أعلاه في المكلاء
إذاً لم يعد إصلاح ما تم في 1994 أو غيرها من الشعارات السابقة هي المطالب بل إنه الإستقلال. وكان مما قال الفضلي في خطابه أن الرئيس الحالي علي عبدالله صالح عليه أن يدرك أن النصر الذي تم في 1994 حققه له ابناء الجنوب ،لأن الكثير من الجنوبيين كانوا يتأملون خيراً من الوحدة-وهو منهم شأنه شأن الكثيرون غيره- ووقفوا ليحاربوا مع الرئيس ولكن أثبتت الأيام أن الحرب كانت إحتلال "عملي" وإن كان غير معلن لنهب الجنوب وإعتبار الجنوبيين مجرد مواطنيين ملحقين بالشمال عملاً بالمقوله الشهيرة عوده الفرع للاصل التي قالها حسين الأحمر، الفضلي الذي تمنى ايضاً بمنطق الندم قائلاً "لاسباب نسأل الله تعالى أن لا يعيدها ولكن اليوم غير الأمس.. والغد أفضل وكل وقتنا اليوم هو للنضال جنباً إلى جنب جتى يرحل الإحتلال.
خيار الوحدة والإنفصال طار يطرح وبقوه غير معهودة منذ 1994 وتتناقل الكثير من الفضائيات والمطبوعات أخبار الدعوات الإنفصالية الجادة والإحتجات العنيفة والإشتباكات مع قوات الامن، لكن النظام كعادتة يقول أن لا سبب لدعو المتظاهرين للتظاهر أصلاً؟
متظاهرين يوم امس في ردفان إحتجاج على قصف قصف الجيش لردفان
يجب على الاطراف كافة تجنب الدم ولكن معارك ردفان قد إنطلقت منذ ايام ولا يبدو أنها تنتهي عما قريب، ومهما كانت أسبابها لكن اعبرة تقول عندما ينطلق صوت المدفع فكل الأصوات الأخرى تخفت دونما أي شك.
من نظرة أخرى اقل تشائمية من ويلات الحرب القادمة هي أن تكون دعوة الحراك للإنفصال ورقة ضغط قوية لإجبار النظام عن الإبتعاد عن التجاهل الغبي لمطالب الجنوبيين وبداء مفاوضات جدية ففي نهاية كل صراح لابد من الجلوس أخيراً لتلك الطاولة "المستديرة"، وهو إفتراض قوي خصوصاً في ترديد أغلب قيادات النظام ومنها الرئيس "بان لا أحد يمكنه إدعاء تمثيل الجنوبيين"!
إذاً لماذا هذا التاكيد اليومي بعدم جواز تمثيل الجنوب من أي أحد؟ هذا يعني بعبارة أخرى: لا لن نتفاوض مع أحد لأن لا أحد يمكنه تمثيل الجنوب.
الحرب هي قمه الصراح كما يقال ولا تظهر الحرب من العدم وما يجري هو صراح قد يصل وقد لا يصل إلى القمه إذا ما فكر النظام لمره واحده بمنطلق مصلحته على الاقل-كما تعودنا- وليس مصلحه اليمن الموحد الذي هو منه براء.
إلكرة بملعب النظام فهو قادر على نزع فتيل الأزمة او أشعالها بتجاهلها، لكن العودة للوراء بالنسبة للحراك الجنوبي السلمي لم ولن يكون وارداً بكل تاكيد.إذاً لماذا هذا التاكيد اليومي بعدم جواز تمثيل الجنوب من أي أحد؟ هذا يعني بعبارة أخرى: لا لن نتفاوض مع أحد لأن لا أحد يمكنه تمثيل الجنوب.
الحرب هي قمه الصراح كما يقال ولا تظهر الحرب من العدم وما يجري هو صراح قد يصل وقد لا يصل إلى القمه إذا ما فكر النظام لمره واحده بمنطلق مصلحته على الاقل-كما تعودنا- وليس مصلحه اليمن الموحد الذي هو منه براء.