مثل النجوم على الأرض.. أفلام للعمر |
أحد الاصدقاء إقترح علي مشاهدة هذا الفلم، لكن وقتها كنت متردد لسبب
واحد.. انه هندي!
نعم لان الفلم هندي لم اتحمس كثيراً، بل أخذت الفلم وحفظته عندي..
وانا اعتقد انني لن اشاهده حاله كحال عشرات الافلام التي احتفظ بها فقط من باب
الإحتفاظ وتنتظر ايام التصفيات الموسمية عندما تاتيني الشجاعة لاقوم بعمل تصنيف
وحذف ونقل واسع الطيف للملفات التي تتراكم لدي.
المهم.. حصلت الواقعة غير المتوقعة وشاهدت الفلم.. وكم كان صديقي
مصيباً، فبصراحة الفلم اعطيه 10\10 وبذلك فهو ينظم لكوكبه محصورة بعدد اصابع
يدي للافلام التي اعتبرها تستحق هكذا تقدير!
الافلام الهندية بيني وبينها نوع من اللامبالاة بسبب أنني اعتبرها
نمطية وتعيد نفس الافكار تماماً مثلما هي حال السينما المصرية، لكن هذه النظرة لم
تكن مبنية على مشاهدة كثيفة للافلام الهندية ولكن على مشاهدة عدد لا باس به إضافة
للنظرة النمطية التي كانت تتاكد لدي بعد مشاهدة كل فلم. لهذا انا منحاز للسينما الغربية.. وافضل الاوربية على أفلام هوليوود.
ذلك ان فيها تنوع مذهل وغنية ثقافياً وسينمائياً. السينما الاوربية رائدة بإهتمامها
بالفكرة وبالسينما كفن يسبق المجتمع كفكر وحضارة ويرفع من مستوع الوعي للمشاهد، في
حين أن هوليوود تجري وراء المال والمال وبعض الإبداع. بل مع كثرة ما شاهدت من
افلام امريكية وجدت أن هناك نمطاً خفي يتكررلكن هذا ليس وقت الحديث عنه وتبقى
قوتها بقوه الصناعة التي تقف خلفها وهو ما يجعلها تبقى بالريادة.
عموماً الفلم الهندي الرائع جعلني اعيد التفكير بأن هناك فعلاً ما
يستحق بكل مدرسة سينمائية.ربما هناك السيء الكثير ولكن هناك الجيد القليل الذي
يستحق البحث والمشاهدة.
فلمنا يتحدث ربما عن فكره ليست بالجديدة علي وعلى الكثيرين، لكن الفلم
نجح وبإستحقاق بشد إنتباهي طوالي ساعتين ونصف دون ملل.. بل استفدت منه الكثير.
لن اتكلم عن الفلم وقصته فهذا عائد لكل من سيشاهد، لكن اقول أن الفلم
اثار عواطفي بصورة لم افهمها! بصراحة في اقصى حلالات التاثر العاطفي لدي في
الافلام التي شاهدت لا تتعدى مشهدين كأقصى حد، وطبعاً هذا نادر الحدوث عموماً. لكن
مع هذا الفلم..احسست انني اصبحت مثل البنات (وهذا ليس صفة سلبية، فهو ميزة للبنات
لكنه غير مقبول لولد ببساطة)، فقد تاثرت كثيراً في مشاهد
عديدة لا اتذكر حتى عددها من كثرتها!
لهذا فقبل مشاهدة الفلم، التحذير الوحيد: الفلم مؤثر عاطفياً..جداً،
على الاقل على مقياسي!
ملاحظة أخيرة لدي على الفلم، فمن سيشاهده سيرى إنعكاس للمجتمع الهندي
الحقيقي..المخرج لم يكن خجلاً من تصوير كل شيء على الطبيعة فهو رائع بواقعيته
وبتعاطيه بشكل مباشر مع مشكلة قد يعاني منها اطفالنا ونحن لا ندركها. لكن ما لفت
إنتباهي هو أن هكذا أفلام لا تاتي من بيئة سينمائية بحته، إنما يعكس وبوضوع أننا
امام أمة صاعدة.. امة هندية تخطو خطواتها الصحيحة نحو المستقبل باسس قوية وبثقة.
ببساطة هكذا افلام لن تنجح بفكرتها إن لم يكن المجمتع التي ولدت فيه تسير فعلاً
على الطريق الصحيح نحو مستقبل واعد حضارياً قبل أي شيء آخر.
أخيراً وليس آخراً أعتقد أن على كل الأهالي الذين لديهم اطفال أن
يشاهدوا هذا الفلم، فهو ذو رسالة غاية بالروعة..والاهمية (للبعض على الاقل).