كثيراً ما يتم إقتباس قوله تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) عندما يكون النقاش حول موضوع العلاقات بين الاديان، بل صارت كشعار لكل من لا يملك فكّر قادر ان يخاطب به الآخر.
دائماً ما ترفع هذه الاية في وجهي عندما اتكلم بصدق عن إحترامي لكل الاديان وإيماني الذي لا يتزعزع أن الجنة والنار أمرهما ليس في ملك أي إنسان. فلا يمكنك أن تبشر مؤمن بجنة ولا كافر بنار فما بالنا بالذي يبشر من لا يؤمن بمحمد رسولاً ان مصيره النار؟
الإسلام ليس بطاقة خضراء لدخول الجنة ولا غيره بطاقة حمراء للنار. لست فقيه ولا متعمق بامور الدين، انا اتكلم فقط بنات افكاري. واشعر بالإمتعاض كلما رفع احدهم سبابته يقسم البشر حسب ما يريد.
الإيمان بنظري مسألة اعمق واشمل من هذا الكلام المبتذل، انا لن ابشر احد بجنة ولا بنار، لكنني مؤمن أن الإيمان هو علاقة خاصة بين كل مؤمن وبين ربه وليست حصراً على المسلم، فالمؤمن هو المسيحي واليهودي واي إعتقاد آخر.. تلك علاقة مقدسة بين كل مؤمن وربه لا يحق لنا التشكيك فيها أو الإستخفاف بها فما بالك بنكرانها من الاصل؟
لا إعتراض على قوله تعالي دون شك، لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني كلما سمعتها من اي وصي على الدين هو: وهل سترضى انت ايها المسلم عن اليهودي والمسيحي حتى يتبعوا ملتك الإسلامية؟ فلماذا هذا الجدل في دائرة مفرغة؟ فانا كمسلم يجب ان اكون اسمى من ذلك وارضى عن كل إنسان حتى ولو لم يتبع ملتي، على الاقل هذا ما اؤومن به.
لا فنحن علمونا ان نخضع الآخرين لمجهر نصوصنا المقدسة وغير ذلك هو من الهرطقة!!
صار مجرد التفكير وخضع الامور للنقاش الآن نوع من الهرطقة بنظرهم، ربما هو بسبب الخوف، رغم ذلك لن اكتم عن افكاري ولن ادفنها خوفاً من ان اقع في فخ هرطقة مزروعة في افكارهم.
ختاماً احب مقولة للساخر العظيم برنارد شو قال فيها: ليس هناك سوى دين واحد بمئات من النسخ.
ختاماً احب مقولة للساخر العظيم برنارد شو قال فيها: ليس هناك سوى دين واحد بمئات من النسخ.